فذلك استناد قرآني ، وأحياناً كان عليهالسلام يكتفي في ذلك بتشبيه نفسه بجده علي عليهالسلام :
أسند الصدوق عن محمّد بن معرفة قال : قلت للرضا عليهالسلام : يابن رسول الله ، ما حملك على الدخول في ولاية العهد؟! فقال : ما حمل جدي أمير المؤمنين عليهالسلام على الدخول في الشورى (١).
أما أبو الصلت الهروي فكان هو يقول : والله ما دخل الرضا عليهالسلام في هذا الأمر طائعاً ، ولقد حُمل مكرهاً إلى مرو (٢).
هذا وقد مرّ الخبر عن اعتراف الفضل بن سهل بإباء الإمام عليهالسلام من ذلك (٣).
بل أسند الطوسي عن محمّد بن عبد الله الأفطس الحسيني قال : دخلت على المأمون فقال لي : لقد جهدت الجَهد كلّه وأطمعت (الرضا) بالخلافة! فما أطمعني في نفسه (٤).
وأسند الصدوق عن غياث بن أُسيد عن جمع من أهل المدينة : أنّ المأمون ألحّ عليه مرّة بعد أُخرى حتّى تهدّده بالقتل وأشرف من ذلك على الهلاك ، فقال عليهالسلام : «اللهم إنك قد نهيتني عن الإلقاء بيدي إلى التهلكة ، وقد أشرفت من قِبل عبد الله المأمون على القتل إن لم أقبل ولاية عهده ، فقد اكرهت واضطررت كما اضطرّ يوسف ودانيال عليهماالسلام إذ قبل كل واحد منهما الولاية من طاغية زمانه! اللهم
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٤١ ، الباب ٤٠ ، الحديث ٤ ، وعلل الشرائع ١ : ٢٧٩ ، الباب ١٧٣ ، الحديث ٢.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٤١ ، الباب ٤٠ ، الحديث ٥.
(٣) المصدر السابق ، الحديث ٦.
(٤) كتاب الغيبة للطوسي : ٧٣ ـ ٧٤ ، الحديث ٨٠.