فلمّا بلغ ذلك إلى إبراهيم أخرج عيسى القائد وأخذ منه كفلاء على أن يقاتل حُميد الطوسي ، فأجابه إلى ذلك فخلّى سبيله فقاتلهم بمن معه ساعة ثمّ لما كثر عليهم الناس انصرفوا عنهم وسلّموا.
وكان المطّلب بن عبد الله الخزاعي دعا من قبل إلى المأمون وقاتل قوات إبراهيم فهزم واختفى ، وأراد اليوم العبور إلى حُميد الطوسي فعرفه المعبّر وأخذه إلى إبراهيم ، فحبسه أربعة أيام ثمّ خلّى عنه في أول ذي الحجة عام (٢٠٣ ه) وخلى معه عن أبي حاتم سهل بن سلامة الأنصاري الخراساني.
وتحوّل كثير من قوّاد إبراهيم وأصحابه إلى حُميد الطوسي ، وأخرج إبراهيم كل من عنده إلى الجسر على نهر ديالى ليقاتلوا قوات حُميد الطوسي فقاتلوهم حتى هزموهم وأدخلوهم بيوتهم في بغداد.
وأخذ العباسيون والقوّاد يلتحقون بحميد الطوسي واحداً بعد واحد حتى الفضل بن الربيع الحاجب! وكاتب القوّاد سعيد بن الساجور وأبو البط وعبدويه وآخرون كاتبوا علي بن هشام من قوّاد الحسن بن سهل على أن يأخذوا له إبراهيم ، وعلم إبراهيم بأمرهم.
فلمّا جنّه مساء الثاني عشر من ذي الحجة عام (٢٠٣ ه). أحدق المطّلب بن عبد الله الخزاعي بأصحابه بدار إبراهيم وبعث إلى حُميد الطوسي يُعلمه بذلك ، وكذلك كتب بذلك ابن الساجور وأصحابه إلى علي بن هشام ، فركب حُميد في أصحابه وأتى باب الجسر. وجاء علي بن هشام حتى نزل نهر بَين ومسجد كوثر ، وخرج ابن الساجور وأصحابه والتقوا بباب الجسر ، وأقبلوا إلى دار إبراهيم ودخلوها فلم يجدوه.
وكان الحسن بن سهل قد مرض مرضاً شديداً حتى هاج به من مرضه تغيّر عقله بغلبة السوداء ، حتى شدّ في الحديد وحُبس في بيت ، وكتب قوّاده بذلك