لماذا بعث الله موسى بن عمران عليهالسلام بالعصا ويده البيضاء وآلة السحر؟ وبعث عيسى بإبراء الأكمه والبرص وإحياء الموتى وآلة الطبّ؟ وبعث محمداً صلىاللهعليهوآله بالكلام والخطب؟ أو قال : بالقرآن والسيف؟
فقال أبو الحسن عليهالسلام : إنّ الله تبارك وتعالى بعث موسى بالعصا واليد البيضاء في زمان كان الغالب على أهله السحر ، فأتاهم من ذلك بما لم يكن في وسعهم وبما قهر سحرهم وبهرهم وأثبت به الحجة عليهم.
وإنّ الله بعث عيسى عليهالسلام بإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى في زمان كان الغالب على أهله الطب ، فأتاهم من إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى بإذن الله فقهرهم وبهرهم وأثبت به الحجة عليهم.
وإنّ الله تبارك وتعالى بعث محمداً صلىاللهعليهوآله بالقرآن والسيف ، في زمان كان الغالب على أهله السيف والشعر ، فأتاهم من القرآن الزاهر والسيف القاهر ما بهر به شعرهم وقهر به سيفهم وأثبت الحجة بهما عليهم.
فقال ابن السكّيت : تالله ما رأيت مثلك اليوم قط! فما الحجة على الخلق اليوم؟
قال : العقل ، يُعرف به الصادق على الله فيصدَّق ، والكاذب على الله فيكذّب.
فقال ابن السكّيت : هذا هو والله الجواب (١)! وانفضّ المجلس بخلاف أهداف المتوكل.
__________________
(١) أُصول الكافي ١ : ٢٤ ، ٢٥ ، الحديث ٢٠ ، باب العقل والجهل بدون طلب المتوكل ، وأطلق أبا الحسن. ولذا وبغفلة عن ابن السكيت الراوي عن الهادي عليهالسلام طبّق الصدوق أبا الحسن على الرضا عليهالسلام فرواه في عيون أخبار الرضا ٢ : ٧٩ ، ٨٠ ، الحديث ١٢ وكرّره كذلك في علل الشرائع ١ ، الحديث ٦ ، الباب ٩٩. وذكره الحلبي في مناقب آل أبي طالب ٤ : ٤٣٤ مع طلب المتوكل وبتعبير : ابن الرضا ، وهو الصحيح.