عليهم ، فأحضر من كل بلد وجوه الناس إلى سامرّاء ، وأخذ بيعتهم بولاية العهد لابنه محمد المنتصر ، ثمّ لابنيه أبي عبد الله المعتز بالله وإبراهيم المؤيد بالله! وأقام الخطباء ليخطبوا في ذلك! وأعطى جنوده لعشرة أشهر!
ثمّ صيّر إلى كل واحد من ولاة عهده ناحية من الأرض! فصير إلى المنتصر مصر والمغرب ، وجعل كاتبه أحمد بن الخصيب. وصيّر إلى أبي عبد الله المعتزّ بالله الجبال إلى خراسان وجعل كاتبه أحمد بن إسرائيل. وصيّر إلى إبراهيم المؤيّد بالله الشامات وأرمينية وآذربايجان ، وجعل كاتبه محمد بن علي المعروف.
ثمّ وجّه بوليّ عهده الأكبر محمد المنتصر إلى الحجّ أميراً للموسم لعام (٢٣٥ ه) مع جدّته شجاع أُم المتوكل ، فوقف بالناس في الموسم.
وفي هذه السنة (٢٣٥ ه) أمر المتوكل أهل الذمة أن يلبسوا الطيالسة العسلية ، ويركبوا البغال والحمير برُكب الخشب ، دون الخيول وحتّى البراذين ، ويجعلوا على أبوابهم أخشاباً منقوشة بنقوش الشياطين! وفي هذا الوقت كذلك أمر المتوكل عمّاله أن لا يستعينوا في شيء من عملهم بأحد من أهل الذمة ، ومنعهم من عمارة البيع والكنائس وأن يهُدم المحدَث منها!
وكان في مرند من آذربايجان محمد بن البُعيث متغلباً بها ، وكان على آذربايجان حمدويه بن علي فنافر ابن البعيث وحاربه حتّى حمله إلى باب المتوكل ، فلمّا تقدم عنده رفع عنده على حمدويه أنّه كان يحتال على الخليفة في الأموال ، فأُخذ حمدويه بها وضُرب عليها وسجن ، وخُلّي ابن البُعيث!
فهرب ابن البعيث عائداً إلى مرند وجمع إليه من كان بناحيته من الصعاليك وأظهر الخلاف والعصيان! فأُخرج حمدويه وولّي على مرند فسار إليه وحاربه فقُتل. فحُوّل البلد إلى بَغا التركي الصغير فأقام يحاربه شهوراً حتّى طلب الأمان فحمله إلى باب المتوكل ، فحبسه حتّى مات (٢٣٥ ه).