وهرب هو إلى قطيعة الربيع بن يونس الحاجب ، إلى منزل منير بن موسى ثمّ إبراهيم بن قيس ، فأشاروا عليه أن يهرب إلى واسط ، فلما صار إليها عبر دجلة إلى الجانب الغربي إلى دار عمّه الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين عليهمالسلام فأقام عندهم (١).
وكانت العامة تلقّبه بالصوفي لإدمانه لبس الصوف الأبيض (٢) وكان رَبعة أسمر في جبهته أثر السجود وفي وجهه أثر الجُدَري (٣).
والطبري برّأه من الدعوة إلى نفسه بل قال : يدعو إلى الرضا من آل محمد صلىاللهعليهوآله فاجتمع له بها ناس كثير! وأنهم قدموا به على المعتصم في منتصف ربيع الثاني إلى ليلة عيد الفطر عام (٢١٩ ه) ، وجعلوا لمن دلّ عليه مئة ألف درهم ونادوا بذلك فلم يعرف له خبر (٤).
والمسعودي قال : كان من الزهد والعبادة والورع في نهاية الوصف وإنما أخافه المعتصم فخرج!
وانقاد إلى إمامته خلق كثير من الناس! وقد انقاد إلى إمامته خلق كثير من الزيدية ، وكثير منهم يزعمون أنّه لم يمت بل هو حي يرزق ، وأنه هو الذي يخرج فيملأُها عدلاً كما ملئت جوراً فهو مهدي هذه الأُمة! وأكثرهم بالكوفة والديلم وخراسان (٥).
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ٣٨٢ ـ ٣٩٢ وتمامه : حتى مات ، وقيل : بل بقي حتى أُخذ في عهد المتوكل فمات في حبسه مسموماً.
(٢) مقاتل الطالبيين : ٣٨٢.
(٣) مقاتل الطالبيين : ٣٩١.
(٤) تاريخ الطبري ٩ : ٧.
(٥) مروج الذهب ٣ : ٤٦٤ ـ ٤٦٥.