الشاعر ، وكان يتشيّع (١) وعمره (٩٦) عاماً ومع ذلك كان له خصوم ، فقيل إنّ أبا سعيد أو غيره منهم نظم شعراً في هجو مالك بن طوق من أُمراء البصرة ، وقيل في هجو نزار ، وكان على البصرة إسحاق بن عباس العباسي فلمّا دخل دعبل إلى البصرة بعث من قبض عليه ، ودعا بالسيف والنطع لقتله فحلف أنّه لم يقلها وأن عدوّاً له قالها ونسبها إليه ليُغري بدمه ووقع يقبّل الأرض بين يديه ويبكي حتّى أعفاه عن القتل وقال : فلابدّ أن اشهرك ، فضربوه حتّى سلح في ثيابه فالقى على قفاه وفتح فمه وألقوا أوساخه في فمه وضُرب ليبلعه ويستوفيه أو يقتله! فما ترك حتى بلعها كلّها! ثمّ خلّاه ، فهرب إلى الأهواز.
فأعطى مالك بن الطوق لرجل جريء عشرة آلاف درهم ليغتال دعبل ، فتعقّبه حتّى وجده في قرية من نواحي بلدة شوش كانت تسمى الطيب بين كور الأهواز وواسط العراق ، فبعد صلاة العتمة وقف عليه بعُكّازته وبها زِجّ مسموم فاتّكأ بها على قدم دعبل فمات منها صباح تلك الليلة ، فحُملت جنازته إلى بلدة شوش ودُفن بمقبرتها (٢) إلى مقبرة دانيال النبيّ من أنبياء بني إسرائيل ، وقبره ظاهر معلوم يُزار. وله ابنان عبد الله والحسين وهو شاعر كأبيه.
وكتب على قبره :
أَعدَّ لله يوم يلقاه |
|
دعبلُ أن : لا إله إلّاهو |
يقولها مخلصاً عساه بها |
|
يرحمه في القيامة الله |
الله مولاه والرسول ومِن |
|
بعدهما «فالوصيّ» مولاه (٣) |
__________________
(١) تاريخ ابن الوردي ١ ٢١٩
(٢) الاغاني ١٨ ٦٠ ووفيات الاعيان ٢ برقم ٢٧٧
(٣) انظر الغدير ٣ ٥٤٢ ٥٤٤