الباب ، فقلت للمأمون : إنّ مولاك عمران الصابي الذي أسلم على يدك كان معي ، وهو على الباب. قال : فليدخل. فدخل فرحّب به المأمون ثمّ قال له : يا عمران ، هذا سليمان المروزي متكلم أهل خراسان! فقال عمران : يا أمير المؤمنين ؛ إنّه يزعم أنّه واحد خراسان في النظر ويُنكر «البداء»!
فيظهر من الخبر أنّ عمران كان قد عرف البداء ، وأنّ المأمون أيضاً كان قد عرفه فقال لعمران : فلم لا تناظرون سليمان فيه؟ وهنا دخل الرضا عليهالسلام فسألهم : في أي شيء كنتم؟ فقال له عمران : يابن رسول الله هذا سليمان المروزي. وابتدر سليمان فقال لعمران : أترضى بقول أبي الحسن في البَداء؟! فقال عمران : قد رضيت بقول أبي الحسن في البداء على أن يأتيني بحجة أحتج بها على نظرائي من أهل النظر!
وقال المأمون : يا أبا الحسن ، ما تقول في ما تشاجرا فيه؟ فالتفت الرضا إلى سليمان وقال له :
يا سليمان ، وما أنكرت من البداء والله عزوجل يقول : (وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِامْرِ اللهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ (١)) ويقول عزوجل : (وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ (٢))؟ فقال سليمان : فهل رويت فيه عن آبائك شيئاً؟ قال : نعم.
رويت عن أبي عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام قال : «إنّ لله عزوجل علمين : علماً مخزوناً مكنوناً لا يعلمه إلّاهو ، من ذلك يكون البَداء ، وعلماً يعلّمه ملائكته ورسله ، فالعلماء من أهل بيت نبينا يعلمونه».
__________________
(١) التوبة : ١٠٦.
(٢) الفاطر : ١١.