العسكر بها ، إنما هو المتوكل وقد قُتل ، فكان يطلب منه عليهالسلام الدار ويلحّ عليه فيها ، فبعث إليه العسكري عليهالسلام : لأقعدنّ بك من الله عزوجل مقعداً لا يُبقي لك باقية! فاخذ في تلك الأيام (١)!
أخرجه الكليني عن أحمد بن محمد (؟) عن أبي يعقوب (؟) وعنه قبله خبراً آخر يظهر منه أنّ ابن الخصيب كان يتظاهر باحترام الإمام وإكرامه ، قال أبو يعقوب : رأيت ابن الخصيب مع أبي الحسن الهادي عليهالسلام قال له ابن الخصيب : سِر جعلت فداك! يريد تقديمه أمامه ، فقال له أبو الحسن : بل أنت المقدّم! فما لبث إلّا أربعة أيام حتى وُضعت سيقان ابن الخصيب في خشبة الدهق (للتعذيب) ثمّ نُفى (٢) في جمادى الآخرة سنة (٢٤٨ ه).
وجواب الهادي عليهالسلام على مطالبة ابن الخصيب بداره للدولة وإباء الإمام عليه ، يذكّرنا بما أرسله الحلبي عن الفحام عن المنصوري عن عمه عن أبيه أبي موسى : أنّ الإمام عليهالسلام قال له يوماً : يا أبا موسى : إني اخرجت إلى سرّ من رأى كُرهاً ، (ولكني) لو اخرجت عنها (اليوم) اخرجت كُرهاً! قال : قلت : ولِمَ يا سيدي؟ فقال : لطيب هوائها وعذوبة مائها وقلة دائها (٣) ولعلّه عليهالسلام قالها بعد قتل المتوكل لا سيّما في عهد المنتصر وانتصاره للعلويين فأعلمهم بهذا أنه وإن كان
__________________
(١) أُصول الكافي ١ : ٥٠١ ، ذيل الحديث ٦ وكأن الخبر كان : اخذ ، ووهم الراوي فقال : أخذه الله.
(٢) المصدر السابق ، صدر الحديث. وكان لفظ الخبر : نُفي فصحّف إلى نُعي فنقله المفيد بالمعنى فقال : قتل! الإرشاد ٢ : ٣٠٦ وانظر تعليق المحقق ، ولا يصح قتل ولا نُعي حينئذ فإنه مات سنة (٢٦٥ ه).
(٣) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٤٤٩ وتمامه : ثمّ قال : تخرب سامراء حتى يكون فيها خان وقفاً للمارة ، وعلامة خرابها تدارك العمارة لمشهدي من بعدي!