فلسطين ، بأمان على نفسه وماله وولده والصفح عمّا كان منه وتوليته أرمينية ؛ وتسليم ما في يده إلى عامل دمشق أماجور التركي ، فسلّمها إليه من دون أن يردّ من الأموال شيئاً ، وشخص من البلد إلى أرمينية للولاية عليها في جمادى الآخرة عام (٢٥٧ ه).
وكانت أُمور مصر بيد بايكباك التركي وقد قُتل ، فصيّر المعتمد ما كان إليه من أعمال مصر وغيرها إلى يارجوج التركي ، فكتب يارجوج إلى أحمد بن طولون التركي عامل مصر بإقراره على ما كان يتولى منها. فحمل أحمد بن طولون ما كان حاصلاً في بيت المال بمصر وكان مبلغه ألفي ألف (مليون) ومئة ألف درهم ، وحمل الطراز والخيش والشمع وقاد الخيل حتى سلّمها إلى أماجور التركي بدمشق ، وأشهد به عليه وعاد إلى الفسطاط. وكان على الاسكندرية إسحاق بن دينار ، فكتب المعتمد إلى أحمد بن طولون بولاية الاسكندرية ، فشخص إليها في شهر رمضان سنة (٢٥٧ ه).
وكان على خراج مصر أحمد بن محمد بن المدبّر ، فصرفه المعتمد إلى خراج الشامات ، وولّى خراج مصر أحمد بن محمد الشجاع ابن اخت الوزير ، فقدِم الفسطاط في شهر رمضان عام (٢٥٧ ه).
وكان على بريد مصر أبو صحبة سفير الخادم ، فعزله المعتمد وولّى مكانه أحمد بن الحسين الأهوازي ، فقدمها في شوال عام (٢٥٧ ه).
وفي هذه السنة وجّه أحمد بن طولون مع حُجّاج مصر ألف فارس مع ماطعان التركي ، وأمره أن يدخل المدينة وحتى مكة بالسلاح والتعبئة ، فوافاهما وحتّى في عرفات بالأعلام والطبول والسلاح (١).
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٥٠٨ ، ٥٠٩.