فركب خيران وصار إلى دار محمد بن الفرج الرّخجي فوجد القوم مجتمعين عنده ، فقالوا له : ما تقول في أمر الإمامة بعد أبي جعفر الجواد عليهالسلام؟
وكأنّ من كتب إليه خيران برسالة الجواد عليهالسلام ووصيّته لهم بولده الهادي عليهالسلام ، كانوا حاضرين ، فقال خيران لهم : أحضروا الرقاع. فأحضروها. فقال لهم :
هذا ما أُمرت به!
فقال بعضهم : ونحبّ أن يكون معك في هذا الأمر شاهد آخر!
فقال لهم : قد أتاكم الله عزوجل به ؛ هذا أبو جعفر (أحمد بن عيسى) يشهد لي بسماع هذه الرسالة. ثمّ سأله أن يشهد بما عنده ، وإلّا فليباهله على ذلك!
فلمّا تحقق عليه ذلك قال : قد سمعت ذلك ، ولكن هذه مكرمة كنت أُحبّ أن تكون لرجل من «العرب» لا لرجل من «العجم»! فلم يبرح القوم حتى قالوا جميعاً بالحق.
وفي الخبر : أنّ خيران لم يخرج من منزله حتى قَطع على يديه بموت أبي جعفر الجواد ووصيته إلى ابنه الهادي عليهماالسلام نحو من أربعمئة إنسان (١) ممّا يشير إلى كثرة الشيعة يومئذٍ ببغداد.
وأرّخ ابن الوردي لوفاة الإمام قال : في سنة (٢٢٠ ه) توفي محمد الجواد بن علي بن موسى ، تاسع الأئمة الاثني عشر على مذهب الإمامية ، وصلّى عليه الواثق (٢).
__________________
(١) أُصول الكافي ١ : ٣٢٤.
(٢) تاريخ ابن الوردي ١ : ٢١٢.