قال : فلمّا كان الغد ، قعدت في الدار بين القواد وقلت :
حدّثني أميرالمؤمنين عن أبيه عن آبائه عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال : «من كنت مولاه فهذا علي مولاه».
وحدّثني أميرالمؤمنين عن أبيه عن آبائه عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال : «علي مني بمنزلة هارون من موسى» وحدثت بحديث خيبر والاحاديث المشهورة ، وكنت لا أحفظها على وجهها فأخلط بعض الحديث ببعض.
وكان المأمون قد بعث إلى مجلسنا غلاماً يسمع الكلام فيؤديه إليه! فبعث المأمون إليّ فدخلت عليه ، فلمّا رآني قال لي : يا ريّان! ما أحفظك للأحاديث وما أرواك لها (١)!
وکان الرضا علیه السلام سمع المأمون يروي عن آبائه عن النبي صلّى الله عليه وآله قوله : «حبّ علي إيمان وبغضه كفر» وسأل المأمون الرضا عليه السلام قال : يا أباالحسن أخبرني عن جدك علي بن أبي طالب بأيّ وجه هو قسيم الجنّة والنار فقد كثر فكري في ذلك! فقال له الرضا عليه السلام : يا أميرالمؤمنين! ألم ترو عن أبيك عن آبائه عن عبدالله بن عباس قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول : «حبّ علي ايمان وبغضه كفر»؟ فقال : بلى. فقال الرضا : فقد قسّم الجنة والنار إذا كانت على حبّه وبغضه! فقال المأمون : لا أبقاني الله بعدك يا أباالحسن! أشهد أنك وارث علم رسول الله صلّى الله عليه وآله.
وكان أبو الصلت الهروي حاضراً قال : فلمّا رجع الرضا إلى منزله أتيته فقلت له : يابن رسول الله ما أحسن ما أجبت به أميرالمؤمنين! فقال لي : يا ابا الصلت ، أنا كلّمته حيث هو ـ وإلّا ـ فقد سمعت أبي يحدث عن آبائه عن علي عليه السلام قال : قال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله : «يا علي ، أنت قسيم الجنّة والنار يوم القيامة ،
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٥٢ ، ١٥٣ ، الحديث ٢٢.