قال : فأمسك وكتب بالأمر إلى الحضرة! فورد كتاب المتوكل إلى القائد (؟) بالكفّ عنهم والمسير إلى الكوفة متظاهراً بأنّ مسيره إليها إنما هو لمصالح أهلها! ثمّ الانكفاء عنهم إلى سامراء (١).
ونقل قبله عن محمد بن جعفر بن محمد بن فرج الرُّخجي عن أبيه جعفر بن محمد عن عمه عمر بن فرج قال : أنفذني المتوكل في تخريب قبر الحسين عليهالسلام فصرت إلى ناحيته ، فأمرت بحرث الأرض بالأبقار فمُرّ بها على القبور فمرت عليها ، فلمّا بلغت قبر الحسين عليهالسلام لم تمرّ عليه! فباشرت الأمر وأخذت عصا غليظة بيدي فما زلت أضربها حتّى تكسّرت العصا في يدي! فوالله ما جازت إلى قبره ولا تخطّته! قال محمد بن جعفر : وكان عمي هذا شديد الانحراف عن آل محمد (٢).
وقال الطبري : في سنة (٢٣٦ ه) أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي وهدم ما حوله من المنازل والدور ، وأن يُحرث ويبذّر ويسقى موضع قبره ، وأن يُمنع الناس من إتيانه.
قال : فذُكر أنّ عامل صاحب الشرطة نادى في الناحية : من وجدناه عند قبره بعد ثلاثة أيام بعثنا به إلى السجن المطبق. وحُرث ذلك الموضع وزُرع ما حواليه ، وهرب الناس (٣).
وقال المسعودي : مُنع شيعة آل أبي طالب من زيارة الغريّ من الكوفة وقبر الحسين ومن حضورهم في هذه المشاهد ، كان الأمر بذلك من المتوكل سنة (٢٣٦ ه) وأمر قائده المعروف بالديزج بالسير إلى قبر الحسين بن علي «رضي الله عنهما» وهدمه وإزالة أثره ومحو أرضه! فلمّا خرج الديزج بذل الرغائب لمن يقدم بالهدم
__________________
(١) أمالي الطوسي : ٣٢٨ ، الحديث ١٠٣ ، المجلس ١١.
(٢) المصدر السابق : ٣٢٥ ، الحديث ٩٩ ، المجلس ١١.
(٣) تاريخ الطبري ٩ : ١٨٥ ونحوه في تاريخ ابن الوردي ١ : ٢١٦ ومختصر تاريخ الدول : ١٤٢.