مرو) في حساب النجوم (وكان منجّماً) فوجدت فيه : أنك في يوم الأربعاء من شهر (كذا؟) تذوق حرّ الحديد والنار! فأرى أن تدخل أنت والرضا وأمير المؤمنين في هذا اليوم الحمام فتحجم فيه وتصبّ الدم على بدنك ، ليزول عنك نحسه!
فكتب الفضل إلى المأمون بذلك وبعث به إليه يسأله أن يدخل هو وأبو الحسن الرضا معه الحمام! وكتب المأمون بذلك رقعة إلى الرضا عليهالسلام يسأله ذلك! فكتب إليه أبو الحسن عليهالسلام : إني لست أدخل الحمام غداً ، ولا أرى لك ذلك يا أمير المؤمنين! ولا أرى ذلك للفضل! فأعاد إليه الرقعة مرتين! فكتب إليه أبو الحسن عليهالسلام : إني في هذه الليلة رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله في النوم يقول لي : يا علي ، لا تدخل الحمام غداً! فلا أرى لك يا أمير المؤمنين! ولا للفضل أن تدخل الحمام غداً! فكتب إليه المأمون : صدقت يا سيدي وصدق رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فأنا لست بداخل الحمام غداً ، والفضل أعلم وما يفعله!
فلمّا غابت الشمس وأمسينا قال لنا الرضا عليهالسلام : قولوا : نعوذ بالله من شر ما ينزل في هذه الليلة! فقلنا ذلك. ولما صلّى الرضا الصبح قال لنا : قولوا : نعوذ بالله من شرّ ما ينزل في هذا اليوم ، فما زلنا نقول ذلك. فلمّا كان قريباً من طلوع الشمس قال لي الرضا عليهالسلام : اصعد السطح فاستمع هل تسمع شيئاً؟
فلمّا صعدت سمعت نحيباً وضجة وكثر ذلك ، وإذا بالمأمون قد دخل من الباب الذي كان من دار أبي الحسن إليه وهو ينادي : يا سيدي يا أبا الحسن! آجرك الله في الفضل! وكان دخل الحمام فدخل عليه قوم بالسيوف فقتلوه! وهم ثلاثة نفر أحدهم ذو العلمين ابن خالة الفضل! وقد اخذوا.
قال ياسر : ثمّ اجتمع القواد والجنود من رجال الفضل بن سهل على باب المأمون يقولون : هو اغتاله وقتله! وسمع المأمون بذلك فقال للرضا عليهالسلام : يا سيدي! ترى أن تخرج إليهم وتفرقهم؟