قال ياسر : فأمرني الرضا عليهالسلام بالركوب وطلب مركوبه فركب وركبت معه ، فلمّا خرجنا من الباب وإذا بهم قد جاءوا بالنيران ليحرقوا باب المأمون ، فأومى الرضا إليهم بيده وصاح بهم : تفرقوا! فأقبل الناس يقع بعضهم على بعض وتفرقوا حتّى لم يقف منهم أحد (١).
وعاد الرضا إلى المأمون وهو يبكي وقال له : يا أبا الحسن ؛ هذا وقت حاجتي إليك تنظر في الأمر وتعينني! فقال الرضا عليهالسلام : يا أمير المؤمنين ؛ عليك التدبير وعلينا الدعاء!
وكان كاتبه أبو الحسن محمّد بن أبي عباد الذي ضمّه إليه الفضل بن سهل حاضراً ، فلمّا خرج المأمون قال له : اعزّك الله لِمَ أبيت ما قاله لك أمير المؤمنين؟ فقال : ويحك يا أبا الحسن لست أنت في شيء من هذا الأمر! قال : فلمّا رآني اغتممت قال لي : لو آل الأمر إلى ما تقول وأنت مني كما أنت عليه الآن (كاتبي) ما كانت نفقتك إلّافي كمّك (من قلة) وكنت كواحد من الناس (٢).
وقال اليعقوبي (العباسي) : لما صار المأمون بقومس دخل الفضل بن سهل الحمام ، فدخل عليه غالب الرومي صاحب ركاب المأمون والخادم سراج بالسيوف ، فقال الفضل لغالب : لا تقتلني ولك مئة ألف دينار! فقال : ليس هذا بأوان عَلق ولا رشوة! وقتله. فقتلهما المأمون.
واتهم المأمون بقتله ذا العلَمين علي بن أبي سعيد ابن خالة الفضل بن سهل وقال : إنّه هو الذي دسّ في قتله! فقتله ووجّه برأسه إلى الحسن بن سهل بالعراق! وقتل معهم خلف بن عمر البصري وموسى البصري ، وعبد العزيز بن عمران
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٦٣ ـ ١٦٤ ، الحديث ٢٤.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٦٤ ، الحديث ٢٥.