وكان أخو عمر الرخجي محمد بن فرج عاملاً على مصر ، وسخط المتوكل سنة (٢٣٣ ه) على الأخوين فوجّه كتاباً في حمل محمد وعمر ، فحُبس عمر ببغداد وحمل محمد إلى سامرّاء وقبضت أموالهما (١).
ويظهر من خبر أن محمد بن الفرج بمصر كان من موالي أبي الحسن الهادي عليهالسلام ؛ ذلك ما أسنده الكليني عن علي بن محمد النوفلي : أنّ محمد بن الفرج حدثه بعد ثماني سنين أي بعد (٢٤١ ه) : أنّه كان على عمله بمصر إذ جاءه كتاب أبي الحسن عليهالسلام إليه : أن يا محمد ، اجمع أمرك وخذ حِذرك! قال : فلم أدر ما كتب إليّ! وأنا في جمع أمري إذ ورد عليَّ رسول ضرب على كل ما أملك وحملني مقيّداً من مصر إلى السجن فكنت فيه (بسامراء) ثماني سنين! ثمّ ورد عليَّ منه كتاب في السجن جاء فيه : يا محمد ، لا تنزل في ناحية الجانب الغربي! فقلت في نفسي : إنّ هذا لعجب أن يكتب إليّ بهذا وأنا في السجن! فما مكث أن خُلّي عنه (٢) بعد ثمان سنين أي بعد (٢٤١ ه) وفيها كان الهادي عليهالسلام بسامرّاء ولكنّ محمد بن الفرج لم يخرج إلى الإمام عليهالسلام وإنما كتب إليه يسأله عن ضياعه ، فكتب الإمام إليه : سوف تُردّ عليك ، وما يضرك أن لا تُردّ عليك! وكأنّه كان على الأمر يومئذ أحمد بن الخصيب فكتب إلى محمد بن الفرج أن يخرج إليه ، فكتب محمد بن الفرج إلى أبي الحسن يشاوره هل يخرج إليه؟ فكتب إليه : اخرج فإنّ فيه فرجك إن شاء الله تعالى!
فلمّا شخص محمد بن الفرج إلى ابن الخصيب كتب له بردّ ضياعه ، فكأنّه بعد هذا اشتاق لزيارة الإمام عليهالسلام فاستقبله ونظر إليه ، ثمّ اعتل بعدها. قال أبو يعقوب : فبعد أيام من علّته دخلت إليه عائداً وقد ثقل ، فأخبرني أنّ أبا الحسن عليهالسلام
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٨٥. وانظر وقارن مروج الذهب ٤ : ١٩ وقارن : ٨٥.
(٢) أُصول الكافي ١ : ٥٠٠ ، الحديث ٥ ، باب مولد الهادي عليهالسلام.