قد بعث إليه بثوب منه ، فكان قد أدرجه ووضعه تحت رأسه! إلّاأنّه لم يلبث إلّا يسيراً حتّى مات قبل أن تردّ ضياعه إليه (١) فكان كما قال عليهالسلام.
وإنما أوردت خبره هنا باعتبار تاريخ سخط المتوكل على الأخوين الرُخَجيَّين في سنة (٢٣٣ ه) في نقل اليعقوبي ، وهو الذي قرن بينهما في خبره فعُلم ارتباطهما بالأُخوة ، وعُلم علة سخط المتوكل عليهما معاً بارتباط محمد بن الفرج بالهادي عليهالسلام ، وهذا هو ما جاء في أخبارنا فقط.
إلّا أنّ اليعقوبي لم يذكر السجن ثمان سنين بل قال : فأقاما سنتين (٢) فيعلم أنّ عمر بن الفرج أقام في سجن بغداد سنتين حتّى علم عدم ارتباطه بأخيه محمد ، ولذا أُعيد إلى عمله بالمدينة بل وأُضيفت إليه مكة! كما قال أبو الفرج : استعمل المتوكل على المدينة ومكة عمر بن الفرج الرّخجي ، فمنع الناس من البرّ بآل أبي طالب ، حتّى أنّه كان لا يبلغه أنّ أحداً أبرّ أحداً منهم بشيء وإن قلّ إلّاأنهكه عقوبة وأثقله غرماً!
ومنع آل أبي طالب من التعرض لمسألة الناس! حتّى كان بين جمع من العلويات قميص واحد يصلّين فيه واحدة بعد أُخرى ثمّ يرفعنه ويجلسن على مغازلهن عواري حواسر! حتّى قُتل المتوكل (٣)! وإنما يرفعن القميص اقتصاداً في مصرفه للضرورة كالصلاة فيه ، وجاءت الكلمة في الطبعتين : يرقعنه ، تصحيف.
وألزم الرخجيّ رجال آل أبي طالب بلبس السواد ، وأباه القاسم بن عبد الله بن الحسين بن علي بن الحسين عليهالسلام فحمله الرخجيّ لذلك إلى المتوكل بسامرّاء
__________________
(١) أُصول الكافي ١ : ٥٠٠ ، الحديث ٥ و ٦ ، باب مولد الهادي عليهالسلام.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٨٥.
(٣) مقاتل الطالبيين : ٣٩٦ ، وط. صقر : ٥٩٨.