والمغضوب عليهم تنوّراً من حديد فيه مسامير إلى الداخل يعذّب به الناس! فأمر المتوكل بإدخاله فيه .. ولما أمر بإخراجه وجده ميتاً! وكان حبْسه في ذلك التنّور إلى أن مات أربعين يوماً (١).
وعليه فلا يصح ما أسنده الكليني عن خيران الأسباطي القراطيسي قال : قدمت على أبي الحسن (الهادي عليهالسلام) المدينة (من بغداد خلال عشرة أيام) فقال لي : ما خبر الواثق عندك؟ قلت : جعلت فداك ، أنا من أقرب الناس به عهداً ، عهدي به منذ عشرة أيام خلّفته في عافية! فقال لي : إنّ (الناس من) أهل المدينة يقولون : إنّه مات! فلمّا أن قال لي : الناس ؛ علمت أنّه يعني نفسه ، ثمّ قال لي : ما فعل جعفر؟ قلت : تركته أسوأ الناس حالاً في السجن (؟!) قال : أما إنه صاحب الأمر! ثمّ قال لي : ما فعل ابن الزيّات؟ قلت : جعلت فداك ، الناس معه والأمر أمره! قال : يا خيران! مات الواثق وقعد المتوكل جعفر وقد قتل ابن الزيّات! فقلت : متى؟ جعلت فداك! قال : بعد ما خرجت بستة أيام (٢).
فالخبر خلاف المعروف من تاريخَي المتوكل وابن الزيّات ؛ إذ لم يُسجن الأول بل لم يُحبس أو يوقف! ولم يُقتل الثاني إلّابعد أشهر : ثمانين يوماً : أربعين قبل التنّور وأربعين يوماً في التنّور!
وإذ نجد الخبر قبل الكليني عند الحسين بن حمدان الخصيبي الغالي فإني أراه منه (٣).
__________________
(١) مروج الذهب ٤ : ٥ و ٦.
(٢) أُصول الكافي ١ : ٤٩٨ ، وعنه في الإرشاد ٢ : ٣٠١ ، وعنه في إعلام الورى ٢ : ١١٤ بلا تعاليق.
(٣) الهداية الكبرى : ٣١٤.