جزءاً من القرآن فيه ثمّ أصعد. ثمّ أخذ بيدي وأرانيه. قال : فإذا كان يوم كذا من شهر كذا صرت إلى الله عزوجل.
وقال محمد بن علي بن الأسود القمي : أنّ أبا جعفر العمري كان قد حفر لنفسه قبراً وسوّاه بالساج ، فسألته عن ذلك فقال : قد امرت أن أجمع أمري ، فمات بعد ذلك بشهرين (١).
وفي هذين الشهرين قبل وفاته في آخر جمادى الأُولى ، لمّا مرض واشتدت حاله جمع إليه جماعة من وجوه الشيعة منهم : أبو علي محمد بن همّام ، وأبو سهل إسماعيل بن علي النوبختي وأبو عبد الله بن الوجناء وأبو عبد الله الباقطاني وأبو عبد الله بن محمد الكاتب وغيرهم من الوجوه والأكابر ، فلمّا دخلوا عليه قالوا له : إن حدث أمر فمن يكون مكانك؟ فقال لهم :
إن حدث عليَّ حدث الموت فالأمر إلى أبي القاسم الحسين بن روح النوبختي ، فقد امرت أن أجعله في موضعي بعدي .. فهذا أبو القاسم هو القائم مقامي والسفير بينكم وبين صاحب الأمر عليهالسلام ، والوكيل له والثقة الأمين ، فارجعوا إليه في أُموركم وعوّلوا عليه في مهمّاتكم فبذلك أُمرت ، وقد بلّغت (٢).
ولمّا حضرته الوفاة كان جعفر بن أحمد بن متّيل القمي جالساً عند رأسه يسأله ويحدّثه ، وأبو القاسم بن روح عند رجليه ، وكأنّ جعفر بن متّيل لم يكن قد اطّلع على وصية أبي جعفر إلى أبي القاسم ، فالتفت أبو جعفر إليه وقال له : أُمرت أن أُوصي إلى أبي القاسم الحسين بن روح. قال جعفر بن متّيل : فقمت من عند رأسه وأخذت بيد أبي القاسم وأجلسته في مكاني وتحولت إلى عند رجليه (٣).
__________________
(١) كتاب الغيبة للطوسي : ٣٦٥ ، الحديث ٣٣٢ ، و ٣٦٦ ، الحديث ٣٣٤.
(٢) كتاب الغيبة للطوسي : ٣٧١ ، الحديث ٣٤١ و ٣٤٢.
(٣) كتاب الغيبة للطوسي : ٣٧٠ ، الحديث ٣٣٩.