روى الصدوق عن محمد بن علي الأسود القمي قال : كنت أحمل الأموال التي تحصل من باب الوقف إلى أبي جعفر العمري ، وقبل موته بثلاث سنين أو سنتين حملت إليه شيئاً من الأموال فأمرني بتسليمه إلى أبي القاسم الروحي ، فحملته إليه وطالبته بالقبض ، فشكى ذلك إلى أبي جعفر فأمرني أن لا اطالبه وقال : كلّ ما وصل إلى أبي القاسم فقد وصل إليّ (١).
وأسند الطوسي عن جعفر بن محمد المدائني البغدادي : أنه حمل إلى الشيخ محمد العمري أربعمئة دينار ، فقال له : امض بها إلى الحسين بن روح .. وقال له : فقد أقمت أبا القاسم مقامي ونصبته منصبي ، فقم عافاك الله كما أقول لك (٢).
هذا وقد كان له من يتصرّف عنه ببغداد عشرة أنفس ، كلّهم كان أخصّ به من أبي القاسم بن روح ، ولكنه وقع الاختيار عليه والوصية إليه. حتى أنّ كثيراً من الشيعة ببغداد كانوا لا يشكّون أنه إن حدث بأبي جعفر العمري حدث فلا يقوم مقامه إلّاجعفر بن أحمد بن متّيل أو أبوه ، لمّا رأوا فيهما من الخصوصية به وكثرة تواجده في منزله وكان طعامه في منزل جعفر وأبيه (٣).
وحدّث هبة الله بن محمد عن علي بن أحمد الدلّال القمي قال : دخلت يوماً على أبي جعفر محمد بن عثمان فرأيته قد أحضر نقّاشاً ينقش له على خشبة ساجة آيات من القرآن الكريم ، وعلى حواشيها أسماء الأئمة عليهمالسلام.
قال علي بن أحمد : فقلت له : يا سيّدي! ما هذه الساجة؟ قال : هذه لقبري تكون فيه فاوضع عليها ، وقد فرغت من القبر ، وأنا في كل يوم أنزل فيه فأقرأ
__________________
(١) كمال الدين : ٥٠١ ، الحديث ٢٨.
(٢) كتاب الغيبة للطوسي : ٣٦٨ ، الحديث ٣٣٥.
(٣) كتاب الغيبة للطوسي : ٣٦٩ ، الحديث ٣٣٦ و ٣٣٧.