أيام» فأنهى الفتح ذلك إلى المتوكل فقال : أقتله بعد ثلاثة أيام! فلمّا كان اليوم الثالث قتل المتوكل والفتح (١).
وتكرّر ذكر تهديده ووعيده بثلاثة أيام ضمن خبر أسنده ابن طاووس عن زُرافة من حجّاب المتوكل (٢) : أنّه في يوم قائظ شديد الحرّ أمر الأشراف من أهله والأُمراء والوزراء والقواد وساير عساكره ووجوه الناس أن يتزيّنوا بأحسن ما لديهم ويظهروا في أفخر عُددهم وذخائرهم مشاة ، وأن لا يركب أحد إلّاهو والفتح بن خاقان (مولى الأزد) واخرج في جملة الأشراف أبو الحسن علي بن محمد عليهالسلام وشقّ عليه ما لقيه من الحرّ والزحام.
قال زُرافة : فأقبلت إليه وقلت له : يا سيدي يعزّ والله عليَّ ما تلقى من هؤلاء الطغاة ، وما قد تكلّفت من المشقّة ، وأخذت بيده فتوكأ عليّ وقال لي : يا زُرافة ؛ ما ناقة صالح عند الله بأكرم مني أو قال : بأعظم قدراً مني! ولم أزل أُسائله وأُحادثه واستفيد منه حتّى نزل المتوكل من الركوب وأذن للناس بالانصراف! فقُدّمت دوابّهم فركبوا إلى منازلهم ، وقدّمتُ له بغلة فركبها وركبتُ معه إلى داره فنزل وودّعته وانصرفت إلى داري.
وكنت أحضره لولدي مؤدّباً من أهل العلم والفضل وكان يتشيع ، وكنت احضرت على طعامي ، فحضر وتجارينا الحديث وما جرى من ركوب المتوكل والفتح ومشي الأشراف وذوي الأقدار. وذكرت له ما شاهدته من أبي الحسن علي بن محمد عليهالسلام وما سمعته من قوله ، فرفع يده وقال لي : بالله إنك سمعت هذا
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٤٣٩.
(٢) ذكره في حجّابه في التنبيه والإشراف : ٣١٤ ثمّ ولّي عملاً بمصر فمات بها في (٢٥٢ ه) كما في مروج الذهب ٤ : ٩١.