(من مواليه) فعند خروجه سقط ميتاً ، فولّى المتوكل ابنه يوسف ، فخرج حتّى صار إلى البلاد وكاتب البطارقة وخرج إليه منهم بقراط بن أشوط على الأمان فحمله إلى المتوكل ، وأجابه آخرون منهم وحاربه بعضهم فقُتل.
فوجّه المتوكل إليهم بُغا التركي الكبير ، فلمّا وصل إلى أرزن الروم قرب بلدة بدليس كان المتغلّب عليها موسى بن زرارة فأتاه بالأمان فقيّده بُغا وحمله إلى المتوكل ، ثمّ صار إلى موضع يقال له الباق فيه أشوط بن حمزة فحاصره وآمنه وحمله إلى سامرّاء ، فقُتل وصلب. ثمّ توجّه إلى تفليس والمتغلب عليها إسحاق بن إسماعيل وكتب بُغا إليه أن يقدم عليه ، فكتب إليه إسحاق أنّه لم يخرج من طاعة السلطان فإن أراد مالاً أمدّه بها ، وإن أراد رجالاً أنفذهم إليه ولا يمكنه القدوم! فزحف إليه بُغا وحاربه فظفر به فقتله وأرسل رأسه إلى المتوكل. وهرب منهم جماعة وكاتبوا الروم وصاحب الخزر وصاحب الصقالبة واجتمعوا له في خلق عظيم. فزحف بُغا إلى الصنارية فحاربوه فانصرف عنهم منهزماً وكاتب المتوكل ، فندب إليه محمد بن خالد الشيباني ، فلمّا قدم جدّد لهم الأمان فسكن المتحركون (١).
وقال ابن العبري : توجّه يوسف بن محمد إلى أرمينية وآذربايجان فصار إلى أخلاط وأخذ البطريق بقراط بن أشوط فقيّده وحمله إلى المتوكل ، فاجتمع بطارقة أرمينية مع صهر بقراط على ابنته موسى بن زرارة وابن أخي بقراط وتحالفوا على قتال يوسف واجتمعوا عليه في شهر رمضان على قلعة موش! وكان ذلك في شدة من البرد وكلَب الشتاء ، فخرج إليهم يوسف وقاتلهم فقُتل ، وقتلوا من قاتل معه ، ومن لم يقاتل منهم نزعوهم ثيابهم وعرّوهم وأرسلوهم عراة مُشاة حفاة! فهلك أكثرهم من البرد!
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٨٩ ، ٤٩٠.