وكأنّه في ذي الحجة من سنة (٣١٢ ه) اتّصل به ـ وهو محبوس في دار المقتدر ـ الشيخ أبو علي محمد بن همّام ، فنقل لمحمد بن الحسن الصيمري : عن الشيخ النوبختي أنه امر من الناحية المقدسة بإظهار البراءة عن محمد بن علي الشلمغاني وشغبه بالمذهب ، وأنّ النوبختي راجع الناحية المقدسة لترك إظهار هذه البراءة فإنه في يد القوم وحبسهم ، فامر بإظهارها فإنه يأمن منهم ولا يخشى ، فأنفذها إلى أبي علي محمد بن همّام ، فهو أخرجها لمحمد بن الحسن الصيمري وأحمد بن ذكا مولى علي بن محمد بن الفرات (الوزير) وهارون بن موسى ومحمد بن أحمد بن داود وعنهم جماعة منهم أحمد بن علي بن نوح السيرافي وعنهم الطوسي ، وفيها (ولعله بعد البسملة والحمدلة) قالوا : والمداد كان رطباً لم يجف!
«عَرِّف ـ أطال الله بقاءك وعرّفك الخير كله وختم به عملك ـ من تثق بدينه وتسكن إلى نيّته من إخواننا ـ أدام الله سعادتكم جميعاً ـ بأنّ محمد بن علي المعروف بالشلمغاني ـ وهو ممّن عجّل الله له النقمة ولا أمهله ـ قد ارتدّ عن الإسلام وفارقه ، وألحد في دين الله وادّعى ما كفر معه بالخالق جل وتعالى ، وافترى كذباً وزوراً وبهتاناً وإثماً مبيناً وأمراً عظيماً ، كذب العادلون بالله وضلّوا ضلالاً بعيداً وخسروا خسراناً مبيناً.
وإننا قد برئنا إلى الله تعالى وإلى رسوله وآله «صلوات الله وسلامه ورحمته وبركاته عليهم» منه ، ولعنّاه «عليه لعائن الله» في الظاهر منا والباطن وفي السرِّ والجهر ، وفي كل وقت وعلى كل حال ، وعلى من شايعه وتابعه ، أو بلغه هذا القول منّا وأقام على تولّيه بعده.
وأعلِمهم ـ تولّاكم الله وأعزّكم الله ـ أنّنا في التوقي والمحاذرة منه على مثل ما كان منّا لنظرائه من الشُريعي والنُميري والهلالي والبلالي وغيرهم ،