فلمّا قُبض العسكري عليهالسلام تسلّم العمريّ أمرهن ، فسعى جعفر إلى المعتمِد في جواري أخيه عند العَمري وقال له : إنّ في هذه الجواري جارية حُبلى إذا ولدت ولداً يكون على يده ذهاب دولتكم! فأنفد المعتمد إلى الشيخ العَمري وأمره أن ينقلهنّ إلى دار القاضي محمد بن الحسن بن أبي الشوارب الأُموي ، أو بعض شهوده ، حتى يُستبرأنَ من الحمل. فسلّمَهن إلى بعض عدولهم (؟)
فأقمن الجواري عند ذلك العدل سنة ، ثمّ ردّهن إلى الشيخ العمري وفيهن والدة الحجة (عجل الله تعالى فرجه) فلمّا تسلّمهن الشيخ العَمري انتقل إلى بلده بغداد ونقلهنّ معه.
فكانت الشيعة تقصده من كل بلد بحوائجهم في قصاصات أوراق ، فكانت الأجوبة تخرج منه إليهم (١).
وهنا هكذا ينبتر الخبر بلا خبر عن عودة السيّدة نرجس ورجوعها إلى سامراء ، ووفاتها ودفنها بدارهم هناك! على المشهور المعروف في ذلك ، كما عليه الشيعة اليوم ، بل خلفاً عن سلف.
هذا ، وقد أسند الطوسي عن هبة الله ابن الكاتب سبط الشيخ محمد بن عثمان العَمري : أنّ جدّه لأُمّه الشيخ عثمان العَمري كان مأموراً بتولّي جميع أُمور العسكري عليهالسلام فحضر غسله وتولّى تحنيطه وتكفينه ودفنه (٢).
ولم يذكر تسلّمه لجواريه ثمّ نقلَهنّ معه إلى بغداد ثمّ عودتهنّ إلى سامرّاء كما في الأخبار السابقة.
__________________
(١) المقنع في الإمامة : ١٤٦ ، وعنه في الأنوار البهية : ٣٢٨ ، ٣٢٩.
(٢) كتاب الغيبة للطوسي : ٣٥٦ ، الحديث ٣١٨.