وكان الوافون للمأمون مع حُميد بن عبد الحميد نازلاً بموضع يقال له : خان الحكَم على نهر صرصر ، فراسل عيسى بن أبي خالد حتّى توافقا فصار حُميد إلى بغداد ثمّ انصرف إلى معسكره!
وكان أسد الحربي مع عسكره من الحربية مع إبراهيم ثمّ توافق معهم فوثبوا على إبراهيم العباسي وعادوا إلى طاعة المأمون ، فحاربه عيسى بن أبي خالد حتّى أخذه وابناً له فقتلهما وصلبهما (١).
وقال المسعودي : اضطرب الهاشميون (العباسيون) بمدينة السلام (بغداد) وعظم عليهم زوال الملك عنهم ومصيره إلى ولد أبي طالب! فأخرجوا الحسن بن سهل أخا ذي الرياستين من بغداد ، وكان خليفة المأمون على العراق ، وبايعوا المنصور بن المهدي وكان مضعَّفاً فلم يتم أمره فبايعوا أخاه إبراهيم لخمس خلون من المحرم سنة (٢٠٢ ه) ودعوا له بالخلافة على منابر بغداد وغيرها ، فوجّه جيوشه لحرب الحسن بن سهل بالمدائن في حروب سجال (٢).
وقال ابن العبري : فغضب بنو العباس وشق ذلك عليهم وقالوا : لا تخرج الخلافة منّا إلى أعدائنا! فخلعوا المأمون وبايعوا إبراهيم بن المهدي وسمّوه (المبارك) (٣).
وفي عاشر ربيع الآخر توجّه القائد حُميد بن عبد الحميد من قوّاد الحسن بن سهل إلى الكوفة ، وولّى عليها العباس بن موسى بن جعفر العلوي في الخضرة على أن يدعو للمأمون وبعده لأخيه علي بن موسى (الرضا)
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٥٠ ـ ٤٥١.
(٢) التنبيه والإشراف : ٣٠٢ ـ ٣٠٣ ونحوه في مروج الذهب ٣ : ٤٤١.
(٣) تاريخ مختصر الدول : ١٣٤ ، ونحوه في تاريخ ابن الوردي ١ : ٢٠٣ ، والخلفاء للسيوطي : ٣٦٥.