وأعانه بمئة ألف درهم وقال له : قاتل عن أخيك فإنّ أهل الكوفة يجيبُونك إلى ذلك ، وأنا معك.
وأجابه كثير منهم ، وقال آخرون : إن كنت تدعو إلى أخيك أو نفسك أو بعض أهل بيتك أجبناك ، أما إن كنت تدعو للمأمون وبعده لأخيك فلا حاجة لنا في دعوتك! فقال لهم : أنا أدعو إلى المأمون ثمّ بعده لأخي ، فقعد عنه أكثر «الشيعة».
وانضمّ إليه علي بن محمّد بن جعفر العلوي المبايَع له بمكة ، وأبو عبد الله أخو أبي السرايا ومعهم جماعة كثيرة. وكان عيسى بن محمّد قائد إبراهيم العباسي في قصر ابن هبيرة ، فلمّا بلغه خبر الكوفة تهيّأ هو وأصحابه وخرجوا إلى قرية شاهي في الثاني من جمادى الأُولى.
فوجّه العباس بن موسى بن جعفر إليهم بابن عمّه علي بن محمّد بن جعفر العلوي مع أخي أبي السرايا ، فلمّا صار عسكر عيسى قرب القنطرة خرج عليهم علي بن محمّد بن جعفر العلوي ، فقاتلوهم ساعة ثمّ انهزم علي وأصحابه حتّى دخلوا الكوفة ، وجاء جند إبراهيم العباسي حتّى نزلوا الحيرة وخرج إليهم العباسيون من الكوفة.
فلمّا رأى ذلك رؤساء أهل الكوفة أتو إلى جند إبراهيم العباسي وسألوهم الأمان للعباس بن موسى وأصحابه ليخرجوا من الكوفة ، فأجابوهم إلى ذلك.
فأتوا العباس وقالوا له : إنك ترى ما يلقى الناس من القتل والحرق والنهب ، وإن عامة من معك الغوغاء! فاخرج من بين أظهرنا فلا حاجة لنا فيك! وخاف أن يُسلموه فقبل منهم.
فلمّا كان الخامس من جمادى الأُولى جاء سعيد وأبو البط من جند إبراهيم العباسي حتّى دخلوا الكوفة ونادى مناديهم : بأمن الأبيض والأسود!