وكان من قواد العباسيين بخراسان محمد بن أبي الساج ، فاستدعاه المعتضِد وتزوّج ابنته لغلامه بدر بحضرته ، ثمّ رحّله من خراسان إلى مراغة من آذربايجان وبها عبد الله بن الحسين متغلّباً ، فافتتحها ابن أبي الساج وأخذ عبد الله واستصفى أمواله ثمّ قتله.
وكان قد مات نصر بن أحمد الساماني أمير خراسان وخلفه أخوه إسماعيل ، فسار إلى بلاد الترك وقاتلهم فقتل منهم عشرة آلاف وأسر خمسة عشر ألفاً منهم وهزم ملِكهم طنكش وأسر زوجته خاتون.
وكان الشراة الخوارج من الأباضية في عمان قد بلغوا نحو مئتي ألف ، وامامهم الصلت بن مالك ، وكان على البحرين أحمد بن ثور ، فأثاره المعتضد على الصلت ، فصمد إليه بجمعه ، فكانت له عليهم وافتتح عمان وقتل منهم مقتلة عظيمة ، ثمّ حمل كثيراً من رؤوسهم إلى المعتضد ببغداد ، فنُصبت على الجسور بها.
وكان أعراب بني شيبان ممّا يلي الجزيرة والزاب في الموضع المعروف بوادي الذئاب ، كانوا قد عتوا وأكثروا الفساد ، فخرج إليهم المعتضد بنفسه مع عسكره فقَتل كثيراً منهم وأَسر ذراريهم ووصل الموصل (١). كل ذلك في عام (٢٨٠ ه).
وفي سنة (٢٨١ ه) كان في دمشق من قواد العباسيين مولاهم أبو أخشيد طغج بن شبيب ، فسار من دمشق في عساكر كثيرة إلى الروم غازياً فدخل طرسوس ممّا يلي درب الراهب وبلاد برغوث حتى فتح مكورية وعاد إلى دمشق.
وبعد هزيمة رافع بن الليث عند جبل الريّ بلغته عن بلاد الجبال امور فحمل معه ابنه علياً المكتفي حتى أنزله بالريّ وولّاه عليها وأضاف إليها من
__________________
(١) مروج الذهب ٤ : ١٥٥ و ١٥٦.