قال بورق : فلمّا رجعت إلى نيشابور وبيهق وجدته قد توفي في الأيام التي قال أبو محمد العسكري : رحم الله الفضل (١).
وكان الفضل بن شاذان في روستاق بيهق ، فورد خبر توجّه الخوارج إليهم ، فهرب منهم ، فأصابته خشونة السفر فاعتل ومات منه ، وصلّى عليه أبو علي أحمد بن يعقوب البيهقي (٢).
وانتشر خبر كتاب كتبه عبد الله بن حمدويه البيهقي في الفضل بن شاذان إلى أبي محمد العسكري عليهالسلام ، وأنّه أجابهم بما فيه تهديد بالدعاء عليه! وكتب نسختها أبو الحسن علي بن محمد بن قتيبة نحو صفحتين (٣).
فكتب أبو عمرو محمد بن عمر الكشي إلى أبي علي أحمد بن يعقوب البيهقي يسأله عن التوقيع الذي خرج في الفضل بن شاذان وأنّ المولى العسكري لعنه لقوله بالتجسيم!
فكتب إليه أبو علي البيهقي قال : أما ما سألت من ذكر التوقيع .. فإني أُخبرك أنّ ذلك باطل ، وإنّما كان مولانا عليهالسلام قد أنفذ إلى نيشابور «وكيلاً» من العراق يُدعى أيوب بن الناب ليقبض حقوقه. وكان في نيشابور قوم من الشيعة ممّن يذهب مذهب الارتفاع والغلو والتفويض. فكأن هؤلاء شكوا إليه أنّ الفضل بن شاذان يزعم أنه ليس عن الإمام ويمنع الناس من إخراج حقوق الإمام إليه! وكتب هؤلاء بهذا إلى الإمام ، وكتب الوكيل بذلك كذلك ، وليس فيه الاتهام بالتجسيم.
وأنّ أبا علي البيهقي قرأ صورة توقيع الإمام عليهالسلام الخارج على يد المعروف
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ٥٣٧ ، ٥٣٨ ، الحديث ١٠٢٣.
(٢) المصدر السابق : ٥٤٣ ، ذيل الحديث ١٠٢٨.
(٣) المصدر السابق : ٥٣٩ ـ ٥٤١ ، الحديث ١٠٣٦.