.................................................................................................
______________________________________________________
العنان من أين؟ ـ الى ان قال ـ ولذلك وقع الإجماع من العلماء على صحّتها ، واختلفوا في غيرها ، وامّا شركة الأبدان فهي أن يشترك اثنان فصاعدا فيما يكتسبان بأيديهم كالصنّاع يشتركون على ان يعملون في متاعهم فما رزق الله فهو بينهم على التّساوي أو التفاوت (١).
والظاهر انّ هذه الشركة أعمّ من ذلك فإنّها تعم شركة الصّانع في متاعه وغيره.
وشركة المفاوضة هي (فهي ـ خ) ان يشتركا ليكون بينهما ما يكتسبان ويربحان ويلزمان (٢) من غرم ويحصل لهما من غنم ، فيلزم كل واحد منهما ما يلزم الآخر ، من أرش جناية أو غصب أو قيمة متلف وغرامة لضمان أو كفالة ويقاسمه فيما يحصل له من ميراث أو يجده من ركاز أو لقطة أو يكتسبه من (في ـ خ) تجارة بما له المختص به ، قال صاحب إصلاح المنطق (٣) : شركة المفاوضة ان يكون ما لهما من كل شيء يملكانه ، بينهما ، وشركة الوجوه قد فسرت بمعان ، أشهرها أن يشترك اثنان وجيهان عند الناس لا مال لهما ، ليبتاعا في الذمة إلى أجل ، على ان ما يبتاعه كل واحد منهما يكون بينهما فيبيعاه ويؤدّيا الأثمان ، فما فضل فهو بينهما وقيل ان يبتاع وجيه في الذمة ويفوّض بيعه الى حامل ويشترطا ان يكون الربح بينهما ، وقيل ان يشترك وجيه لا مال له وخامل ذو مال ، ليكون العمل من الوجيه والمال من الخامل ،
__________________
(١) قال في التذكرة : الشركة على أربعة أنواع ، شركة العنان وشركة الأبدان وشركة المفاوضة وشركة الوجوه إلخ ج ٢ ص ٢١٩.
(٢) في التذكرة : ويلتزمان.
(٣) لإمام اللغة والنحو أبي يوسف يعقوب بن إسحاق بن سكيت الشهيد سنة ٢٤٣ قتله المتوكل في يوم الاثنين لخمس خلون من رجب ويحتمل ان يكون المؤلّف هو أبو حنيفة أحمد بن داود الدينوري المتوفى سنة ٢٩٠ هو تلميذ ابن السكيت (الذريعة ج ٢ ص ١٧٣ تحت رقم ٦٣٨.)