.................................................................................................
______________________________________________________
رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فهو مسلم (١) وقاتلوهم حتى يقولوا لا إله إلّا الله (٢) وأمثاله كثيرة.
ولأنّهم ـ إذا قدروا على الاستدلال وفهموا أدلة وجود الواجب والتوحيد وما يتوقف عليه ووجوب المعرفة والنظر في المعرفة ـ يمكن ان يجيب عليهم ذلك ، لانّ دليل وجوب المعرفة عقلي ، فكلّ من يعرف ذلك يدخل تحته ، ولا خصوصية له بالبالغ ، ولا استثناء في الأدلة العقلية ، فلا يبعد تكليفهم ، بل يمكن ان يجب ذلك ، فإذا أوجب عليهم يجب ان يصحّ منهم ، بل يلزم من الحكم بالصحّة وجوبه أيضا ، ويترتب عليه الاحكام.
وأمّا لو ارتدّ أحد منهم بعده ، يمكن الحكم بعدم ارتداده لضعف عقله ، فإنّه لا استقلال بعقلهم ، إذ قد يعرض لهم لصبوبتهم وقلّة تعقلهم شك ، ولهذا يفعلون أفعالا غير مستقيمة مثل اللعب الذي يفعله الصبيان ، وإذا بلغوا لم يفعلوه يقينا ، وللشبهة ، فيدرأ الحدود بها ، فإذا درأ عنهم الحدود لم يكونوا مرتدين ، ولا يدلّ على عدم الإسلام وعدم اعتباره (وعدم ـ خ) اجراء هذه الاحكام عليهم ، لما مرّ ، لأنّ هذه من الفروعات الفقهيّة ، وقد اجمعوا على عدم وجوب الفروع عليهم وعدم تكليفهم بها ، ولهذا صرّح بعض العلماء بانّ الواجبات الأصوليّة العقليّة تجب على الصغير قبل بلوغه دون الفرعيّة.
والظاهر انّ ضابطه القدرة على الفهم والأخذ والاستدلال على وجه مقنع (يقنع ـ خ) ، ففي كل من وجد فيه ذلك يصحّ ويمكن ان يجب عليه ذلك المقدار ، ومن لم يوجد فيه ذلك لم يجب.
__________________
(١) وفي صحيح مسلم ج ١ الباب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلّا الله.
(٢) راجع المستدرك الباب ١٠ من أبواب جهاد العدوّ الرواية ١.