رد كتاب الله ؛ لأن الله يقول : (تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَاللهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ) [الأنفال : ٦٧].
ومما يسألون عنه أن يقال لهم : خبرونا عن قول الله عزوجل : (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) [البقرة : ١٨٥] ، أتزعمون أن الله أراد ما يريد كثير من الناس من العسر ، أم لم يرده. فإن قالوا : بل الله يريده ويقضى به على من أراده ؛ ردوا كتاب الله صراحا. وإن قالوا : إن الله لا يريده ؛ تركوا قولهم ورجعوا إلى الحق.
ومما يسألون عنه أن يقال لهم : خبرونا عن قول الله سبحانه : (وَكَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ) [الأنعام : ١٣٧] ، أيقولون : إن شركاؤهم هم الذين زينوا لهم قتل أولادهم ليردوهم بقتل أولادهم؟ فإن قالوا : نعم هم المزينون لهم دون الله ؛ رجعوا عن قولهم ، وقالوا بالحق في ربهم. وإن قالوا : بل الله قضى بذلك عليهم وزينه لهم ؛ فقد ردوا كتاب الله بذلك. ثم يقال لهم : كيف يزين الله لهم ذلك ثم يرمي به شركاءهم وهو الفاعل له دونهم؟! أما يسمعونه سبحانه يقول : (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً) [النساء : ١١٢] ، فكيف يعيب الله سبحانه شيئا ثم يفعل مثله؟! تبارك وتعالى عن ذلك علوا كبيرا.
ومما يسألون عنه أن يقال لهم : أخبرونا عن قول الله سبحانه : (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ وَقالَ لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جارٌ لَكُمْ) [الأنفال : ٤٨] ، أتقولون : إن الشيطان زين لهم أعمالهم ، وقال لهم ما قال مما ذكر الله عنه ، أم تزعمون أن الله الذي قال لهم وزين؟ فإن قالوا : بل الشيطان زينه لهم وقاله ؛ تركوا قولهم وخرجوا من الباطل. وإن قالوا : إن الله الذي زينه لهم ؛ لزمهم أن يقولوا إن الله زين لهم الخروج إلى قتال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأنه هو الذي قال للمشركين لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم ، وفي هذا إكذاب الله والكفر به.
ومما يحتج به عليهم ويسألون عنه أن يقال لهم : خبرونا عن قول الله سبحانه : (وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ) [الزخرف : ٤٥] ، فيقال لهم : هل الله الذي جعل آلهة تعبد من دونه وقضى بذلك فيها؟ فإن قالوا : إن الله جعل