نازل بكم في ثلاث ، فان كان صادقا زدتم ربّكم عليكم غضبا ، وإن كان كاذبا فأنتم من وراء ما تريدون ، فانصرفوا عنه تلك الليلة ، فأصبحوا ووجوههم مصفرّة ، فايقنوا بالعذاب ، فطلبوا صالحا ليقتلوه ، فهرب صالح والتجأ إلى سيد بعض بطون ثمود ، وكان مشركا ، فغيّبه عنهم فلم يقدروا عليه ، ثمّ شغلهم عنه نزول العذاب (١) . فهذا هو قوله : ﴿وَلا يَخافُ عُقْباها﴾.
عن الصادق عليهالسلام : « من أكثر قراءة والشمس والليل والضحى وألم نشرح ، في يوم وليلة ، لم يبق بحضرته إلّا شهد له يوم القيامة حتى شعره وبشره ولحمه ودمه وعروقه وعصبه وعظامه وجميع ما أقلّت الأرض منه ، ويقول الرب تبارك وتعالى : قبلت شهادتكم لعبدي ، وأجزتها له ، انطلقوا به إلى جناتي حتّى ، يتخير منها حيث أحبّ ، فأعطوه من غير منّ ، ولكن رحمة منّي وفضلا [ عليه فهنيئا لعبدي] »(٢).
__________________
(١) تفسير الرازي ٣١ : ١٩٦.
(٢) ثواب الأعمال : ١٢٣ ، مجمع البيان ١٠ : ٧٥٢ ، تفسير الصافي ٥ : ٣٣٥.