والزبور والفرقان قد نطقت به ، فإن كان كل من أحيا الموتى وأبرأ الأكمه والأبرص والمجانين يُتّخذ رباً من دون الله فاتّخذ هؤلاء كلهم أرباباً؟! ما تقول؟!
ولقد أبرأ محمّد رسول الله صلىاللهعليهوآله الأكمه والأبرص والمجانين ، وكلّمه البهائم والطير والجن والشياطين ، ولم نتخذه رباً من دون الله عزوجل ، فمتى اتخذتم عيسى رباً جاز لكم أن تتخذوا اليسع وحزقيل رباً ، لأنهما قد صنعا مثل ما صنع عيسى بن مريم من إحياء الموتى وغيره ...
ثمّ قال للجاثليق : يا نصراني ، كيف علمك بكتاب شعيا؟ قال : أعرفه حرفاً حرفاً. فالتفت الرضا عليهالسلام إليه وإلى رأس الجالوت اليهودي وقال لهما : أتعرفان هذا من كلام اشعيا : «يا قوم ، إني رأيت صورة راكب الحمار ـ عيسى ـ لابساً جلابيب النور ، ورأيت راكب البعير ـ العربي محمّداً ـ ضوءاً مثل ضوء القمر» فقال : قد قال ذلك اشعيا.
قال الرضا عليهالسلام : يا نصراني ، هل تعرف في الإنجيل قول عيسى : «إني ذاهب إلى ربكم وربي ، والبارقليطا جاء ـ يجيئ ـ هو الذي يشهد لي بالحق كما شهدت له ، وهو الذي يفسّر لكم كل شيء ، وهو الذي يبدي فضائح الأُمم ويكسر عمود الكفر» ثمّ قال : يا جاثليق ، أتجد هذا ثابتاً في الإنجيل؟!
قال الجاثليق : ما ذكرت شيئاً من الإنجيل إلّاونحن مقرّون به.
قال الرضا عليهالسلام : يا جاثليق ، ألا تخبرني حين افتقدتم الإنجيل الأول عند مَن وجدتموه؟ ومن وضع لكم هذا الانجيل؟
فقال : ما افتقدنا الإنجيل الأول إلّايوماً واحداً حتّى وجدناه غضّاً طرياً! أخرجه إلينا يوحنّا ومتّى.
فقال له الرضا عليهالسلام : ما أقل معرفتك بسنن الإنجيل وعلمائه! فإن كان هذا كما تزعم فلِم اختلفتم في الإنجيل؟! إنّما وقع الاختلاف في هذا الإنجيل