فقال : يا حاجب ، أنت سمعت هذا من علي بن محمد عليهالسلام؟ قلت : نعم. قال : فحقك واجب عليَّ فاقبل نصيحتي! قلت : هاتها! قال : إن كان علي بن محمد قد قال لك ما قلت فاحترز واخزن ما تملك فإنّ المتوكل بعد ثلاثة أيام سيموت أو يقتل! فغضبت عليه وشتمته وطردته.
فلمّا خلوت بنفسي تفكرت وقلت : ما يضرّني أن آخذ بالحزم فإن كان من هذا شيء كنت قد أخذت بالحزم ، وإن لم يكن لم يضرّني ذلك. فركبت إلى دار المتوكل وجمعت ما كان لي هناك فأخرجته ، وعمدت إلى كل ما كان لي ففرّقته عند أقوام أثق بهم إلّاحصيراً!
فلمّا كانت الليلة الرابعة قتل المتوكل ، وسلمت أنا ومالي (١).
وقد مرّ الخبر أنّه عليهالسلام كان عند علي بن كُركر ليلة ثم أطلق ، فلعلّه اطلق ليُمشّى مع الناس.
وفي الخبر التالي أنّه كان عند سعيد الحاجب قبل يومين من قتل المتوكل ، ومقتضاه أنّه اعيد بعد مسيرة «يوم السلام» إلى التوقيف :
أرسل الراوندي عن محمد بن اورمة القمي قال : في أيام المتوكل خرجت (من قم) إلى سامرّاء ، وكان المتوكل قد دفع أبا الحسن إلى سعيد الحاجب ليقتله. فلمّا دخلت على سعيد قال : أتحبّ أن تنظر إلى إلهك؟! قلت : سبحان الله. إلهي الذي «لا تدركه الأبصار»! قال : هذا الذي تزعمون أنّه إمامكم! قلت : ما أكره ذلك. قال : فقد امرت بقتله وأنا فاعله غداً! وعنده صاحب بريد (الخليفة ليخبر عنه) فإذا خرج فادخل إليه.
__________________
(١) الخرائج والجرائح ١ : ٤٠١ ـ ٤٠٣ ، الحديث ٨ وتمامه : وعند ذلك تشيعت وصرت إليه ولزمت خدمته وتولّيته حق الولاية وسألته أن يدعو لي. وليس فيه رواية الدعاء عنه على المتوكل.