وهو ما أسنده الصدوق إلى محمد بن عبد الله الطهوي (١) عن حكيمة بنت الجواد عليهالسلام قالت : كانت لي جارية تسمى نرجس ، فزارني ابن أخي (الحسن) فأقبل ينظر إليها ، فقلت له : يا سيدي! لعلّك هويتها فارسلها إليك؟ فقال لي : يا عمّة إني أتعجب منها! فقلت له : وما أعجبك؟ فقال عليهالسلام : «سيخرج منها الولد الكريم على الله عزوجل الذي يملأ الله به الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً» فقلت : فارسلها إليك يا سيدي؟! فقال : استأذني في ذلك أبي.
قالت : فلبست ثيابي وأتيت منزل أبي الحسن فسلّمت وجلست ، فابتدأني قال : يا حكيمة! ابعثي نرجس إلى أبي محمد! يا مباركة ، إن الله تبارك وتعالى أحبّ أن يُشركك في الأجر ويجعل لك في الخير نصيباً.
قالت حكيمة : فلم ألبث أن رجعت إلى منزلي وزيّنتها وجمعت بينهما في منزلي أياماً ، ثمّ وجّهتها معه إلى (دار) والده. ثمّ مضى أبو الحسن وجلس أبو محمد مكان والده عليهماالسلام (٢).
أخرج الصدوق هذا مسنداً في الباب (٤٢) في ميلاد القائم عليهالسلام ، وفي الباب (٤١) قبله أخرج خبراً مسنداً عن النوفلي عن محمد بحر الشيباني عن بشر بن سليمان النخاس من بني أبي أيوب الأنصاري من موالي الهادي عليهالسلام وجاره بسامرّاء ، أنه أنفذه في ابتياع أمة رومية وصفها له ، من بغداد وقال : معبر الفرات! من عمر بن يزيد النخاس ، وأنه تسلّم منه الجارية مستبشرة بل ضاحكة! وقالت : إنها مليكة بنت يشوعا بن قيصر الروم (؟) وأُمها تُنسب إلى وصيّ المسيح شمعون (الصفا) وأنها كانت بعد الثالثة عشر من عمرها ، وأنها التحقت متنكّرة بزيّ الخدم
__________________
(١) ذكره جامع الرواة ٢ : ١٤٢ عن الرجال الكبير لميرزا محمد ، في أصحاب الرضا عليهالسلام.
(٢) كمال الدين : ٤٢٦ ، ٤٢٧ ، الحديث ٢ ، الباب ٤٢ ميلاد القائم عليهالسلام.