فاصطفوا له خلفه ، فصلّى عليه ومشى حتى دخل باباً سوى الذي خرج منه (١).
فهذه الصلاة كانت داخل الدار ، أما المحضَرين للرقابة فقد جاء في خبر أحمد بن عبيد الله الخاقان :
أنّ الجنازة لمّا وُضعت للصلاة عليها (خارج الدار بالشارع العام) جمع أبو عيسى حوله بني هاشم من العلويين والعباسيين ، والقوّاد والكتّاب ، والقضاة والمعدّلين ودنا من الجنازة فكشف عن وجه أبي محمد العسكري وعرضه عليهم وقال لهم : هذا الحسن بن علي بن محمد بن الرضا ، مات حتف أنفه على فراشه ، وقد حضره من حضره ، من خدم أمير المؤمنين وثقاته فلان وفلان ، ومن المتطببين فلان وفلان (فهذه هي مُهمّتهم دون من يصلّي عليه في الدار).
قال : ثمّ غطّى وجهه (وصلّى عليه) وأمر بحمله ، فحُمل (إلى) وسط داره ودُفن في البيت الذي دُفن فيه أبوه (٢).
أما خبر وفد قم بالكتب والأموال ، فيظهر من خبر لاحق أنّه لم يكن هنا متلاحقاً لاصقاً بلا فاصل ، بل كان بفاصل زمان ، إلّا أنّ أبا الأديان أوصله هنا استعجالاً باستكمال العلائم التي تلقّاها من العسكري عليهالسلام على الإمام القائم بالأمر من بعده ، وسيأتي الخبر.
قال ابن خاقان : فلمّا دُفن أخذ السلطان (المعتمد) في طلب ولده (فلعلّهم علموا به من صلاته) وكثر التفتيش في المنازل والدور ، وتوقّفوا عن قسمة ميراثه (٣).
__________________
(١) كتاب الغيبة للطوسي : ٢٥٨ ، الحديث ٢٢٦.
(٢) أُصول الكافي ١ : ٥٠٥ ، الحديث ١ ، باب مولد العسكري عليهالسلام.
(٣) المصدر السابق.