ومن الطريف : أنّ المأمون سأل محمّد بن جعفر بن محمّد العلوي قال : كيف رأيت ابن أخيك؟ فقال له : عالم ، ولم نره يختلف إلى أحد من أهل العلم!.
فقال له المأمون : إنّ ابن أخيك من «أهل البيت» الذين قال فيهم النبي صلىاللهعليهوآله : «ألا إن أبرار «عترتي» وأطائب أُرومتي أحلم الناس صغاراً وأعلم الناس كباراً ، فلا تعلّموهم فإنهم أعلم منكم ، لا يخرجونكم من باب هدى ولا يدخلونكم في باب ضلالة» (١).
ولعلّ انقطاع الريان القمي عن القيام بين قادة المأمون في مجلسه برواية الحديث في فضائل علي عليهالسلام كان بأمر من الفضل بن سهل ، والريان ـ كما مرّ ـ كان من رجاله ، أمره برحلة إلى بعض كور خراسان ، فقال لمعمّر بن خلاد الخراساني ، أُحبّ أن تستأذن لي على أبي الحسن فأُسلّم عليه وأُودّعه ، وأُحبّ أن يكسوني من ثيابه (كما فعل دعبل) وأن يهب لي من الدراهم التي ضُربت باسمه!
قال معمّر : فدخلت على الرضا عليهالسلام فقال لي مبتدئاً : يا معمّر! ريّان يحبّ أن يدخل علينا وأكسوه من ثيابي واعطيه من دراهمي؟ قال : فقلت : سبحان الله! والله ما سألني إلّاأن أسألك ذلك له. فقال لي : يا معمّر. إنّ المؤمن موفّق (أي إن علمه بذلك من توفيق الله له) ثمّ قال لي : قل له فليجيء! فدخل عليه فسلّم ، فدعا بثوب من ثيابه له وأعطاه في يده شيئاً ، فلمّا خرج سألته : أيّ شيء أعطاك؟ ففتح يده وإذا فيه ثلاثون درهماً (٢)!
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢٠٤.
(٢) اختيار معرفة الرجال : ٥٤٧ ، الحديث ١٠٣٦ وقبله مثله في قرب الاسناد عن الريان : ٢٧١ ، الحديث ١٢٦٩ ، وعيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٢٠٨ ، الباب ٤٧ ، الحديث ١٠ ، وفيه : ثوبين من ثيابه.