فليت هشاماً كان حياً يسومنا |
|
وكنّا كما كنّا نرجّي ونطمع |
يا وليد الخنا تركت الطريق |
|
واضحاً ، وارتكبت فجّاً عميقاً |
وتماديت واعتديت واسرفس |
|
ت وأغويت وانبعثت فسوقاً |
أنت سكران ما تُفيق فما تَر |
|
تِق فتقاً وقد فتقت الفتوقا (١) |
مصير الوليد بن يزيد :
قال اليعقوبي : كان الوليد مُهملاً لأمره قليل العناية بأطرافه ، وكان صاحب ملاه وقيان واظهار للقتل والجور ، وتشاغل عن أُمور الناس ، وشرب ومجون.
وبلغ من مجونه أنّه وجّه «مُهندساً» ليبني له بيتاً على البيت الحرام بمكة ليجلس فيه للهوه!
فلما ظهر كل هذا منه ، مع قتله لخالد القَسري اليمني ، وتعذيبه إبراهيم ومحمد ابني هشام المخزومي حتّى ماتا ، واستذمامه إلى الناس وحتّى في أهل بيته ، تصدّى له ابن عمّه يزيد بن الوليد بن عبد الملك فاستمال معه جماعة من أهل بيته فمايلوه على خلع الوليد ، وشايعه على ذلك بنو خالد القسري وجماعة من اليمانية واجتمع إليه جماعة وبايعوه لذلك.
وكان الوليد بن يزيد قد نزل قصراً بقرية تعرف بالبَخراء ، فزحف إليه يزيد بن الوليد رويداً رويداً ، بعساكره يتلو بعضها بعضاً ، وقاتلوه فقاتلهم (٢) على أميال من تدمر ، وذلك يوم الخميس لليلتين بقيتا من جُمادى الآخرة سنة (١٢٦ ه) وهو ابن خمس وثلاثين سنة.
أقبل يزيد بن الوليد ليلاً في أربعين رجلاً حتّى دخلوا دمشق وكسروا باب المقصورة ودخلوا على واليها فأوثقوه ، واستعجلوا في حمل الأموال ، ونادى
__________________
(١) الكامل في التاريخ ٥ : ١٣٣.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٣٤.