فخرّقه بيدك! فجاءه مسرور فقال له ذلك وناوله سكيناً (ليشق أديمه) فأخذ السكين وجعل يشقه سَيوراً ويده ترتعد! فأخذه مسرور إلى الرشيد وصرفهم ، ومنع الشيباني من الفتيا وولّى أبا البختري قضاء بغداد مع أبي يوسف ، ووهب له ألف ألف (مليون) وستمئة ألف (١)!
وأكرمه الرشيد فحمله معه إلى الحج فلما قدم المدينة ودخل مسجد النبي صلىاللهعليهوآله بقبائه الأسود وهو متمنطق بمنطقة وخنجر! أعظم أن يرقى المنبر كذلك ، فتقدم إليه أبو البختري وقال : حدثني جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر قال : نزل جبرئيل على النبي وعليه قباء ومنطقة مخنجراً فيها بخنجر! فتجرّأ الرشيد على الصعود كذلك على منبر النبي صلىاللهعليهوآله. وكذّبه يحيى بن مَعين فأخذته الشرطة ثمّ أفرجوا عنه.
وكان الرشيد يطيّر الحمام إذ دخل عليه أبو البختري فقال له الرشيد : هل تحفظ في هذا شيئاً؟ قال : حدثني هشام بن عروة عن أبيه عروة بن الزبير عن خالته عائشة : أن النبي كان يطيّر الحمام! وقال : لا سبق إلّافي خفّ أو حافر أو جناح! وعرف الرشيد زيفه فقال له : اخرج عني! ثمّ قال : لولا أنه رجل من قريش لعزلته (٢)!
بقية أحداث الرشيد :
أقرّ الرشيد على البصرة محمّد بن سليمان العباسي ، فصنع هذا اسطولاً بحرياً للبصرة في أكثر من ثلاثة عشر مركباً جعل عليها يحيى بن سعد السعدي
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ٣١٨ ، ٣١٩.
(٢) تاريخ بغداد ١٣ : ٤٨٢ ـ ٤٨٦ وعنه في قاموس الرجال ١٠ : ٤٥٩ ، ٤٦٠ برقم ٨١٢٢ وقول الرشيد : هو من قريش يذكِّر بما في اختيار معرفة الرجال : ٣٠٩ ، الحديث ٥٥٩ عنه قال : إن النار تستأمر في قرشي سبع مرات! فقال الرضا عليهالسلام : لقد كذب على الله وملائكته ورسله. ثمّ ذكر أن أُم أبي البختري عرضت نفسها على الصادق عليهالسلام فتزوّجها.