فعاد معهم إلى مكة حتّى نزلوا بمنزل المُشاش إلى جهة عرفات. وعرف بالخبر أصحاب محمّد بن جعفر العلوي فبعثوا إلى من حولهم من الأعراب ففرضوا لهم وخندقوا بأعلى مكة ليقاتلوا فيه ، فاجتمع إلى محمّد بن جعفر من كان معه من غوغائها ومن سودان أهل المياه ومن فرضوا له من الأعراب ، فعبّأهم في بئر ميمون.
وأقبل إليهم إسحاق بن موسى العباسي وورقاء بن جميل قائد الجُلودي بمن معهما من القواد والجند فقاتلهم ببئر ميمون فكان بينهم قتلى وجرحى يوماً وآخر حتّى بدأت هزيمة أصحاب العلوي ، فلمّا رأى ذلك أحضر قاضي مكة ورجالاً من قريش وأرسلهم يسألون لهم الأمان حتّى يخرجوا من مكة ويذهبوا حيث شاؤوا. فأجابهم إسحاق وورقاء إلى ذلك في ثلاثة أيام ، وذلك في جمادى الآخرة (٢٠٠ ه).
وكان الجُلودي قد أرسل ورقاء والياً على مكة ، فدخلها في اليوم الثالث ، وتفرّق الطالبيون من مكة فذهب كل قوم ناحية (١).
إبراهيم بن موسى على اليمن :
يظهر من خبر أنّ إبراهيم بن موسى بن جعفر عليهالسلام والذي كان يكنى به أبوه الكاظم عليهالسلام كان يواكب الواقفة في التوقف عن الإذعان بوفاته ؛ فقد روى الصدوق بسنده عن بكر بن صالح قال : سألته : ما قولك في أبيك؟ فقال : هو حي! قلت : فما قولك في أخيك أبي الحسن؟ قال : هو صدوق ثقة! قلت : فإنه يقول إنّ أباكما قد مضى! قال : هو أعلم وما يقول (٢).
__________________
(١) تاريخ الطبري ٨ : ٥٣٩.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٤٦ ، الباب ٥ ، الحديث ٤.