شاعره جعفر بن عفّان الطائي :
ومن المتوفين في الخمسين بعد المئة (١) بعد وفاة الصادق عليهالسلام بعامين شاعره راثي الحسين عليهالسلام جعفر بن عفّان الطائي الكوفي المكفوف.
روى الكشي بسنده عن زيد الشحّام قال : كنّا عند الصادق عليهالسلام ونحن جماعة من الكوفيين (ولعلّه في موسم الحج) إذ دخل عليه جعفر بن عفّان ، فقرّبه وأدناه إليه ثمّ قال له : يا جعفر ، قال : لبّيك جعلني الله فداك! قال : بلغني أنّك تقول الشعر في الحسين عليهالسلام وتُجيد؟ فقال : نعم ، جعلني الله فداك. فقال : قل ، فأنشده (٢) ولعلّها داليّته :
ألا يا عين فابكي ألف عام |
|
وزيدي ، إن قدرت على المزيد |
إذا ذُكر الحسين فلا تَمِلّي |
|
وجودي الدهر بالعبرات ، جودي |
فقد بكت الحمائم من شجاها |
|
بكت لأليفها الفرد الوحيد |
بكين وما درين ، وأنتَ تدري |
|
فكيف تهمّ عينُك بالجُمود |
أتنسى سبط أحمد حين يمسي |
|
ويصبح بين أطباق الصعيد (٣) |
أو أنشد تائيّته :
ليبك على الإسلام من كان باكياً |
|
فقد ضُيّعت أحكامه واستُحِلّتِ |
غداة حسين للرماح دريئة |
|
وقد نهلت منه السيوف وعلّتِ (٤) |
فبكى الإمام عليهالسلام ومن حوله حتّى صارت دموعه على وجهه ولحيته ، ثمّ قال لجعفر : والله لقد شهد لك ملائكة الله المقربون هاهنا يسمعون كلامك
__________________
(١) بحار الأنوار ٤٧ : ٣١٤ حاشية العلّامة الخرسان.
(٢) اختيار معرفة الرجال : ٢٨٩ ، الحديث ٥٠٨.
(٣) أخبار شعراء الشيعة للمرزباني : ١١٥.
(٤) أدب الطف للشبّر ١ : ١٩٢.