أن يرسلهم إلى الحسن بن سهل ببغداد ، وقبلوا منه ذلك فحملهم إليه ، فقتل الحسن أبا السرايا وغلامه أبا الشوك ثمّ أمر برأسه فصُلب في الجانب الشرقي وصُلب بدنه في الجانب الغربي ومعه غلامه أبو الشوك.
وحُمل محمّد بن محمّد إلى المأمون فتعجّب المأمون من حداثة سنّه ، لكنّه أمر له بدار مفروشة وخادم فأسكنه فيها أربعين يوماً ، ثمّ دسّ إليه شربة مسمومة فكان تختلف حشوته حتّى توفي في مرو (١).
أمّا أهل الكوفة فإنهم لما افتقدوا أبا السرايا ومن معه خرج جمع منهم إلى هرثمة فسألوه الأمان للناس ، فأجابهم وآمنهم وولّى عليهم غسّان بن الفرج ، وأقام أياماً بظهر البلد حتّى أمنوا ثمّ ارتحل إلى بغداد (٢).
جمع من الشيعة عند الرضا عليهالسلام :
في سنة (١٩٩ ه) سنة أبي السرايا ولعلّه في موسم الحج ، حضر ستة عشر رجلاً من شيعة بغداد معهم المتكلمان : هشام بن الحكم ويونس بن عبد الرحمن مولى آل يقطين ، على باب أبي الحسن الثاني الرضا عليهالسلام فخرج إليهم مسافر غلام الرضا عليهالسلام فاستأذنوه للدخول إليه ، فدخل إليه وخرج وقال : يونس بن عبد الرحمن وآل يقطين (يدخلون) ثمّ يدخل الباقون رجلاً رجلاً.
قال الراوي : هشام بن إبراهيم الجبلي المشرقي البغدادي : سلّمنا وجلسنا ، فقال له جعفر بن عيسى : يا سيدي نشكو إلى الله وإليك ما نحن فيه من أصحابنا! فقال : وما أنتم فيه منهم؟ قال : جعفر : هم والله يا سيدي يزندقوننا ويكفّروننا
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ٣٦٣ ـ ٣٦٦ عن نصر بن مزاحم وغيره.
(٢) المصدر السابق : ٣٦٤.