ثمّ قال : وكيف ينصّ الصادق عليهالسلام على إسماعيل بالإمامة مع قوله فيه : أنّه «عاص لا يشبهني ولا يشبه أحداً من آبائي» ثمّ ذكر الخبرين السابقين في ذلك (١).
ومع كل ذلك أقام على القول بحياته واستخلافه الامامة شرذمة من الأباعد والأطراف ، ولم يكونوا من خاصة الصادق عليهالسلام ولا من الرواة عنه ، ويقول المفيد عنهم : وهم اليوم شذّاذ لا يُعرف منهم أحد يومى إليه.
ثمّ ادّعى ابنه محمد الإمامة في أبيه وبعده فيه ، فانتقل فريق منهم إلى هذا وسُمّوا بالإسماعيلية ، والمعروف اليوم منهم هم الذين يزعمون أنّ الإمامة بعد إسماعيل في ولده محمد ثمّ في ولده إلى آخر الزمان (٢).
وكانت وفاة إسماعيل في سنة (١٤٢ ه) أي قبل وفاة الصادق بستّ سنين (٣) وسنّ موسى الكاظم عليهالسلام في المراهقة دون الحلم ، إذ كان يوم وفاة أبيه دون العشرين عاماً.
ومن أخبار المنصور :
خرج المنصور في سنة (١٤٢ ه) إلى البصرة للحج ، وعند الجسر الكبير بها أتاه الخبر بأن أهل اليمن وثبوا على عاملهم عبد الله بن الربيع وضعف عنهم فهرب منهم. وأن عامل السند عيينة بن موسى التميمي خلعه وتمرّد. فوجّه بعمر بن حفص هزارمرد وعسكر معه إلى السند ، ووجّه بمعن بن زائدة الشيباني وعسكر معه إلى اليمن ، وانصرف المنصور عن الحجّ ينتظر أخبارهم.
__________________
(١) كمال الدين : ٦٩ ، ٧٠.
(٢) الارشاد ٢ : ٢١٠ وانظر شرح الأخبار للقاضي الإسماعيلي ٣ : ٣٠٩ ، ٣١٠ ثمّ ٣٤٩ ـ ٤٤١.
(٣) تحفة الأزهار لابن شدقم ، كما في منتهى الآمال المعرّب ٢ : ٢٠٨.