الإمام عليهالسلام والمنصور ببغداد :
روى ابن طاووس عن كتاب عتيق وجد فيه : أن الحسن بن علي بن يقطين روى عن أبيه : أنّه بعد المئتين للهجرة وبعد قتل المأمون لللأمين ، روى له محمّد بن الربيع عن أبيه الربيع بن يونس حاجب المنصور : أن المنصور كان قد أعد لنفسه في قصره ببغداد قبة سمّاها الحمراء ، ولكنّه لما سكن قصره بعد قتل الأخوين محمّد وإبراهيم ، غيّر اسمها من الحمراء إلى الخضراء. وفي ليلة من الليالي وقد مضى أكثرها! دعا أباه الربيع وقال له : سِر الساعة إلى جعفر بن محمّد ابن فاطمة عليهمالسلام! ـ ولا يذكر الخبر كيف احضر إلى بغداد ـ فأتني به على الحال التي تجده عليه لا يُغيّر شيئاً ممّا هو عليه!
هنا قال محمّد : وكنت أنا أفضَّ ولد أبي وأغلظَهم قلباً! فدعاني أبي وقال لي : امضِ إلى جعفر بن محمّد بن علي عليهالسلام فتسلّق عليه حائطَه ، ولا تستفتح عليه باباً فيغيّر بعض ما هو عليه ، ولكن انزل عليه نزولاً ، فأت به على الحال التي هو فيها! هذا وقد ذهب الليل إلّاأقلّه.
__________________
ذكر لأبيه الصادق عليهالسلام ولا ذكر له فيه مما يرجح كونه بعده. وميلاد الرضا عليهالسلام في (١٤٨ ه) يقتضي كونه عند وفاته ابن خمس وخمسين ، كما ذكره الكليني وقال : اختلف في تاريخه. ثمّ روى بسنده عن ابن سنان قال : قبض الرضا وهو ابن تسع وأربعين ـ الكافي ١ : ٤٩٢ وهذا يؤيد خبر نصر الجهضمي في «تاريخ أهل البيت» : ولد بعد وفاة الصادق عليهالسلام بخمس سنين أي في (١٥٣ ه) : ٨٣ وكذا خبر الصدوق عن غياث بن أُسيد في عيون أخبار الرضا ١ : ١٠٠ ، الحديث ١ ، باب مولد الرضا عليهالسلام. وهذا ينسجم مع عدم ذكر الصادق في زواج الكاظم عليهماالسلام ، وعمر الكاظم يومئذ (٢٥) سنة وليس ذلك كثيراً مستبعداً. ولذا فنحن مع خبر الكليني عن ابن سنان المتأيد برواية «تاريخ أهل البيت» نؤجّل ذكر زواج الكاظم عليهالسلام إلى سنة (١٥٢ ه).