فقام أبي وهو يقول : بل يغني الله عنك ... وما أردت بهذا إلّاامتناع غيرك وأن تكون ذريعتَهم إلى الامتناع عنّا!
فقال أبو عبد الله عليهالسلام : الله يعلم ، ما اريد إلّانصحك ورشدك ، وما عليّ إلّا الجهد. فأدبر أبي يجرّ ثوبه مغضباً ، ولحقه أبو عبد الله عليهالسلام وقال له : اخبرك أني سمعت عمّك ـ وهو خالك (١) ـ يذكر أنك وبني أبيك ستقتلون ، فإن أطعتني ورأيت أن تدفع بالتي هي أحسن فافعل ، فوالله الذي لا إله إلّاهو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم الكبير المتعال على خلقه ، لوددت أني فديتك بأحبّ أهل بيتي وولدي إليّ! وما يعدلك عندي شيء ؛ فلا ترى أني غششتك! فخرج أبي من عنده مغضباً آسفاً (٢).
تحيّر المنصور لأخذ الأخوين :
نقل البلاذري : أنّ المنصور استشار وليّ العهد عيسى بن موسى العباسي في أمر محمد وإبراهيم ، قال : إنّ محمداً وإبراهيم قرّا في مكمنهما وهدءا في مربضهما يلتمسان لي الغوائل ويتربصان بي الدوائر ، وأنا أُريد أن أبعثهما من مربضهما واستنهضهما من مكمنهما وأنصب لهما الحرب فقد بهضني أمرهما. وظننت أني إذا أخذت أباهما وعمومتهما وقراباتهما أظهرا لي سلماً أو حرباً؟ فما الرأي فيما ذكرت لك؟
__________________
(١) لعلّه في الأصل : ابن عمك وهو ابن خالك ، وهو الباقر عليهالسلام ، فام عبد الله فاطمة بنت الحسين ، فعلي بن الحسين خاله وهو ابن عمّه أيضاً. يريد تذكيره بانتسابه إليهم بالأب والأُم.
(٢) اصول الكافي ١ : ٣٥٨ ـ ٣٦١ ، الحديث ١٧.