وخرج جعفر الزيدي والحسين الحسني إلى واسط ، وكان عليها نصر البجلي فخرج إليهما وتقاتلا قتالاً شديداً ثمّ انهزم البجلي ، فدخلا واسط وتألفا الناس وجبيا الخراج.
وخرج الجعفري صاحب البصرة إليها ، وخرج زيد بن موسى بن جعفر إلى الأهواز واجتمع بالجعفري بالبصرة في طريقه إلى الأهواز ، وكان على البصرة الحسن بن علي المأمون البادغيسي فخرج إليهما يقاتلهم فقاتلوه حتّى هزموه وحووا عسكره. ودخل زيد بن موسى البصرة فأحرق دور بني العباس بها فلُقّب بزيد النار (١)!
ابن أعين لأبي السرايا واستيلاؤه على المدائن :
كان المأمون بعد قتل الأمين أوكل أمر العراق إلى الحسن بن سهل وأرسل طاهر بن الحسين إلى الجزيرة ، واستردّ إليه هرثمة بن أعين ، واشتغل ابن سهل بأمر ابن طباطبا وأبي السرايا وخرج هرثمة نحو خراسان ، وكأنه اضطرّ ابن سهل إلى هرثمة ، وخشي أن لا يجيبه إلى ما يريد وكان السندي بن شاهَك أقرب إليه فدعا الحسن بالسنديّ وكتب معه إلى هرثمة يأمره بالقدوم عليه وسأله التعجيل وترك التلوّم.
فخرج السندي بكتاب الحسن إلى هرثمة فلحقه في حُلوان (في طريق كرمانشاهان) فأوصل الكتاب إليه يسأله فيه العود إلى بغداد لحرب أبي السرايا ، فامتنع وأبى. وتوسّل ابن سهل إليه بالمنصور بن المهدي العباسي فكتب كتاباً إلى هرثمة بذلك ، فلمّا قرأه أخذ يدعو على الحسن وقال : فعل الله بالحسن بن سهل
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ٣٥٥.