فلما بلغ ذلك الصادق عليهالسلام قال : إنّ الله أذن في هلاك بني أُمية بعد إحراقهم زيداً بسبعة أعوام (١).
وكان الوليد قد عزل عمّال هشام سوى يوسف الثقفي لأنّ أُمّه بنت محمد بن يوسف أخ الحجاج بن يوسف الثقفي! ولأ نّه وجد في ديوان هشام كتباً من عمّاله يؤيّدونه على خلع الوليد من ولاية عهده سوى يوسف فإنه أشار عليه بعكس ذلك! فأقرّه على عمله (٢).
الخراساني في خراسان :
وتتبّع يوسف الثقفي عمّال خالد القَسري في خراسان فحبسهم ، ومنهم عيسى بن معقل العجلي ، وكان يخدمه أبو مسلم إبراهيم بن عثمان فكان يتردّد إليه في السجن ، وكان عيسى العجلي قد بلغته دعوة بني العباس ومال إليها. وكذا سليمان بن كثير ومالك بن الهيثم وقحطبة بن شبيب الطائي ، وترافق هؤلاء للحجّ ، وفي منصرفهم في أوائل سنة (١٢٥ ه) مرّوا على محمد بن علي بن عبد الله بن العباس في الحُميمة ، فلما تكلم مع أبي مسلم غيّر اسمه إلى عبد الرحمن ، وقال لمن معه : إنّي لأحسب هذا الغلام صاحبنا! فاقبلوا قوله وانتهوا إلى أمره! بل هو هو صاحب الأمر لا شك فيه (٣)! ولن تلقوني بعد وقتي هذا فأنا ميت في سنتي هذه. وسيُقتل ابني إبراهيم فإذا قضى فصاحبكم (ابني) عبد الله فإنه القائم بهذا الأمر
__________________
(١) روضة الكافي : ١٤٢ ، الحديث ١٦٥ ولفظه : أيام ، وأثبتنا الصحيح أي من عام (١٢٥ ه) إلى (١٣٢ ه) هلاك بني أُمية.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٣١.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٢٧.