قال موسى : فردّ جعفر (الصادق عليهالسلام) إلى الحبس ، وحملوا إسماعيل إلى الحبس ، فوالله ما أمسينا حتّى دخل عليه بنو أخيه معاوية بن عبد الله بن جعفر ، فتوطّؤوه حتّى قتلوه!
وبعث محمّد فخلّى سبيل جعفر عليهالسلام ثمّ استهلّ شهر رمضان (١).
وخرج الصادق عليهالسلام من المدينة إلى مالفه بالفُرع (على ثمانية بُرُد إلى مكة) معتزلاً ، ثمّ عاد بعد (٢).
هذا في حين أن مالك بن أنس لما استفتى في ذلك وقيل له : وفي أعناقنا بيعة المنصور! قال : إنّما بايعتم مكرهين ، وليس على مُكره يمين. فأسرع الناس إلى بيعة محمّد ، ولكنّه لزم داره ولم يحضر القتال (٣).
كتاب المنصور إليه وجوابه :
نقل «الكامل» عن الكلبي قال : لما بلغ المنصور خروج محمد (الحسني) كتب إليه :
من أمير المؤمنين أبي جعفر إلى محمد بن عبد الله ، قال الله تعالى : (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ ...* ... فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٤)) ولك عليَّ عهد الله وميثاقه وذمّته وذمّة رسوله! إن تبت ورجعت من قبل أن أقدر عليك فأنت آمن ، وجميع ولدك وإخوتك وأهل بيتك ومن اتّبعك ، على دمائهم وأموالهم ،
__________________
(١) اصول الكافي ١ : ٣٦٣ ـ ٣٦٤.
(٢) تذكرة الخواص ٢ : ٤٥٨ عن الواقدي.
(٣) مقاتل الطالبيين : ١٩٠ ، وانظر تاريخ الطبري حوادث سنة (١٤٥ ه) ، وتاريخ الخلفاء للسيوطي : ٣١٧.
(٤) المائدة : ٣٣ و ٣٤.