الخليل بن أحمد الفراهيدي :
أسعفنا التاريخ عن الخليل بن أحمد الفراهيدي الأزدي البصري : أنّه ولد بها سنة مئة للهجرة ، وتوفي في سنة (١٧٠ ه) (١) وزعم المترجمون له : أنّه كان خارجياً إباضياً أولاً ، ثمّ بتأثير فيه من أيوب السختياني محدّث البصرة وفقيهها عدل عن إباضيّته إلى مذهب أهل السنة ، لكنّه لم يلبث أن عدل عن السنية إلى التشيّع ، فقد نقل القفطي عن النيشابوري : أنّ الخليل كان يتشيّع لجعفر بن محمّد عليهالسلام (٢). وظهرت آثار تشيّعه في شعره ؛ فقد قال الصادق عليهالسلام : «لا جبر ولا تفويض بل أمر بين الأمرين» (٣) وكان عليهالسلام يكذّب أحكام النجوم خلافاً لالتزام المنصور الدوانيقي ، وقد نقل الزبيدي عن الفراهيدي الأزدي قوله شعراً :
أبلغا عنيَ المنجّم أنّي |
|
كافر بالذي قضته الكواكب |
عالم أنّ ما يكون وما كا |
|
ن بحكم من المهيمن واجب |
شاهد أنّ من يفوِّض أو يجبِر |
|
زارٍ على المقادير كاذب |
وقال في وصاياه بالنحو والعَروض والحديث المسند :
فاطلب النحو للحجاج ، وللشعر مقيماً ، والمسندِ المرويّ
قيمة المرء كل ما يحسن المرءُ ، قضاءً من الامام علي
وارفض القول من طغام جفو عنه فعادوه ؛ نُصبةً للنبيّ (٤)
__________________
(١) الخليل بن احمد الفراهيدي ، د. مهدي اگزومي : ٤٣.
(٢) إنباء الرواة بأنباء النحاة ، فى الخليل بن احمد للمخزومي : ٤٥ ـ ٤٦
(٣) أُصول الكاص ١ : ١٦٠ ، الباب ٥٣ ، اگ ديث ١٣ : اكق والقدر.
(٤) الخليل بن احمد للمخزومي : ٤٩.