وكان من الشيعة الحاضرين الحسين بن علي الرّواسي ، فروى عنه يونس بن عبد الرحمن : أنّ السنديّ كان قد خلّف عنه في تشييع الإمام رجلاً يدعى أبا المُضاء ، فلمّا وُضع الإمام على شفير القبر جاءه رسول السنديّ وأمره أن يكشف وجهه للناس قبل دفنه ليروه صحيحاً لم يحدث به حدث! قال : وكشف عن وجه مولاي فرأيته وعرفته ، ثمّ غطّوه ودفنوه (١) وكان أخضر حالكاً كثّ اللحية (٢).
وكان داود بن زربي قد عرض على الكاظم عليهالسلام قبل القبض عليه مالاً فأخذ بعضه وأعرض عن بعض وتركه عنده ، فسأله عنه فقال : سيطلبه منك صاحب هذا الأمر (بعدي) فلمّا جاء نعيه بعث الرضا عليهالسلام إليه من يطلب منه ذلك الباقي ، فدفعه إليه (٣).
البرامكة ودعوى التشيّع؟! :
لم نعلم من أزد البصرة إلّاالانحياز إلى جانب الجمل في وقعة الجمل ثمّ الأمويين ثمّ المروانيين ، وبرز من قوّادهم المهلّب بن أبي صفرة أمير خراسان الكبرى وله أبناء عشرة لم نعلم عنهم التشيّع ، وأحدهم محمّد بن عبّاد من أحفاد المهلّب أصبح محدّث البصرة (٤).
فروى الطوسي عن محمّد بن خالد البرقي القمي عن محمّد بن عباد المهلّبي هذا عن موسى بن يحيى البرمكي (بعد نكبتهم)! ما يحتوي إيمانهم بظهور الدلائل والمعجزات من الكاظم عليهالسلام إلّاأ نّه يتضمّن تبرئة أبيه يحيى البرمكي من سمّ الإمام
__________________
(١) كتاب الغيبة للطوسي : ٢٣ ، الحديث ٢.
(٢) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٣٤٨.
(٣) أُصول الكافي ٢ : ٣١٣ ، الحديث ١٣.
(٤) توفي في (٢٢٠ ه) تقريباً.