وشاع ذلك حتّى لهج العوام يسمونه المهدي منذ أن كان غلاماً ، فكان يستخفي ويتغيّب ، وأمّلوه ورجوه وسُرّوا به وأحبّوه وجعلوا يتذاكرونه في مجالسهم وتباشرت «الشيعة» به (١).
واعتزل في البصرة أبو حذيفة واصل بن عطاء البصري عن شيخه أبي الحسن البصري في القول بالمنزلة بين المنزلتين الإيمان والكفر ، وفي آراء وأقوال اخر ، ثمّ أرسل رسلاً إلى الناس داعين إلى مقالته ، وقدم منهم أبو أيوب بن الأدبر البصري رسولاً إلى المدينة داعياً إلى مقالته ، ودعا إليه محمّد بن عبد الله بن الحسن في جمع من آل أبي طالب فاستجابوا له (٢). وكانوا ينبزون المعتزلة بالقدرية ، فكانوا يقولون في محمّد إنّه قدري ، وذكر ذلك لأخيه موسى بن عبد الله فقال : لا ، وإنّما كان يشتمل الناس (٣) أي يستميلهم إليه ، وإلّا فلم يكن معتزلياً ولا قدرياً واقعاً.
دعوى محمّد بن عبد الله المهدوية :
بدأت دعوة من دعا إلى محمّد بن عبد الله من أبيه عبد الله وهو ومن دعا إليه من أهله ، عقيب قتل الوليد بن يزيد الأحول الناقص والفتن بعده (٤) فعند مقتل الوليد بن يزيد واختلاف كلمة بني مروان خرج دعاة بني هاشم إلى النواحي ، وكان أوّل ما يظهرونه فضل عليّ بن أبي طالب وولده وما لحقهم من القتل والخوف والتشريد (٥).
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ١٦٥.
(٢) مقاتل الطالبيين : ١٦١.
(٣) مقاتل الطالبيين : ١٦٩.
(٤) مقاتل الطالبيين : ١٧٤.
(٥) مقاتل الطالبيين : ١٥٨.